علامات صحة التوبة

- وها هى أيتها الأخت الطاهرة بعض علامات صحة التوبة للعبد المؤمن: من علامات صحة التوبة أن يكون بعد التوبة خيراً مما كان قبلها.
- ومنها ألا يزال الخوف مصاحباً له لا يأمن مكر الله طرفة عين, فخوفه مستمر إلى أن يسمع قول الرسل: (ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون), فهناك يزول خوفه.
- ومنها انخلاع قلبه, وتقطعه ندماً وخوفاً.
- ومنها كسرة خاصة تحصل للقلب لا يشبهها شئ, ولا تكون لغير المذنب, لا تحصل بجوع ولا رياضة, ولا حب مجرد, إنما هى أمر وراء هذا كله , تكسر القلب بين يدى الرب كسرة عامة, قد أحاطت به من جميع جهاته, وألقته بين يدى ربه طريحاً ذليلاً خاشعاً, كحال عبد آبق من سيده, فأخذ فأحصر بين يديه, ولم يجد من ينجيه من سطوته, ولم يجد منه بداً, ولا عنه غناء ولا منه مهرباً, وعلم أن حياته وسعادته وفلاحه ونجاحه فى رضاه عنه, وقد علم إحاطة سيده بتفاصيل جنايته, هذا مع حبه لسيده, وشدة حاجته إليه, وعلمه بضعفه وعجزه, وقوة سيده, وذله وعز سيده.
- فيجتمع فى هذه الأحوال كسرة وذلة وخضوع, ما أنفعها للعبد وما أجدى عائدتها عليه, وما أعظم جبره بها, وما أربه بها من سيده, فليس شئ أحب إلى سيده من هذه الكسرة والخضوع والتذلل والإخبات والإنطراح بين يده والإستسلام له.
فلله ما أحلى قوله فى هذه الحال: أسألك بعزك وذلى إلا رحمتنى. أسألك بقوتك وضعفى, وبغناك عنى وفقرى إليك.
هذه ناصيتى الكاذبة الخاطئة بين يديك , عبيدك سواى كثير, وليس لى سيد سوك. لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك, أسألك مسألة المسكين, وأبتهل إليك ابتهال الخاضع الذليل , وأدعوك دعاء الخائف الضرير, سؤال من خضعت لك رقبته, ورغم لك أنفه, وفاضت لك عيناه. وذل لك قلبه:
يا من ألوذ به فيما أؤمل
ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظماً أنت كاسره
ولا يهيضون عظماً أنت جابره