دنيا الجميلات
سوره الفجر Oooo13
نرحب بالتسجيل للانضمام الينا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

دنيا الجميلات
سوره الفجر Oooo13
نرحب بالتسجيل للانضمام الينا
دنيا الجميلات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سوره الفجر

+5
ملك روحى
ليالى
essa_elgn
salma
dmdm2000
9 مشترك

اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:46


تفسير سورة الفجر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: سوره الفجر B2 وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسرِ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِي وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا </A>سوره الفجر B1


عدل سابقا من قبل dmdm2000 في 2010-06-19, 15:00 عدل 1 مرات
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:47

سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ونبيه سيدنا محمد وأهله وصحبه أجمعين.
هذه سورة الفجر، أقسم الله -جل وعلا- فيها بالفجر، وهو الصبح كما قال الله -جل وعلا- في آية أخرى: سوره الفجر B2 وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ </A>سوره الفجر B1 وقوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَلَيَالٍ عَشْرٍ </A>سوره الفجر B1 جمهور أهل التفسير أجمع على أن المراد بها ليالي الأيام العشر من ذي الحجة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: سوره الفجر H2 ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله -تعالى- من هذه الأيام </A>سوره الفجر H1 وفي الفجر عرَّفه الله -جل وعلا- بالألف واللام، وأما الليالي العشر، فنكرها رب العالمين؛ قد ذكر بعض العلماء أن الله -جل وعلا- عرف الفجر؛ لأن كلا يدركه لوضوحه وظهوره، وأما الليالي العشر، فنكرها الله -جل وعلا-؛ لأنه لا سبيل إلى معرفتها إلا عن طريق الشرع.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ </A>سوره الفجر B1 الشفع والوتر: اختلف العلماء في بيانهما حتى بلغت أقوالهم قريبا لستة وثلاثين قولا، لكن هذه الأقوال يجمعها أمران، أو هذه الأقوال ترد إلى أمرين: أحدهما أن المراد بالشفع المخلوقات والمأمورات على اختلاف بين العلماء في تحديد هذه المخلوقات، أو هذه المأمورات، فمنهم مَن يقول: الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة، ومنهم من يقول: الوتر عرفة المكان، والشفع مِنَى ومزدلفة، إلى غيرها من الأقوال التي تعود إلى المخلوقات والمأمورات. والثاني: أن المراد بالشفع المخلوقون، وبالوتر: الخالق رب العالمين؛ لأن الله -جل وعلا- قال: سوره الفجر B2 وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ </A>سوره الفجر B1 فالمخلوقات كل واحد منها له زوجان، والشفع هو الزوج، فدل ذلك على أن المراد المخلوقات، وأما الوتر، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: سوره الفجر H2 إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر </A>سوره الفجر H1 .
ولكن، أو قبل ذلك ورد حديثٌ، حديثُ جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسر الليالي العشر بليالي ذي الحجة، وأن الشفع هو يوم النحر، وأن الوتر هو يوم عرفة، وهذا الحديث استنكر الحافظ ابن كثير رفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد أورده الحافظ ابن حجر في الفتح، وسكت عليه، وهذا الحديث الذي يظهر كرجاله لا بأس بهم، كما قال ابن كثير، أما أن أحد رجاله يظهر أنه لا يحتمل أن يروي مثل هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في تفسير هذه السورة، أو في تفسير هذه الآيات لا سيما مع اختلاف أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيانها.
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:50

فلو كان عندهم شيء من هذا المرفوع لم يخف على جملة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- وليس خفاؤه هو الذي يمنع من تصحيح الحديث، ولكن أحد رجاله ليس من الثقاة المعروفين الكبار، ومثل تفرده هذا يحتاج إلى نظر؛ ولهذا الحافظ ابن كثير استنكر رفعه إلى النبي، صلى الله عليه وسلم.
وعليه فما اختاره الإمام ابن جرير -رحمه الله- من أن المراد بالشفع والوتر في هذه الآية ما يصح أن يطلق عليه ذلك في لغة العرب، ولغة العرب تطلق الشفع على الزوج، يعني: على الشيء المزدوج، وتطلق الوتر على الشيء الواحد، فالذي له زوج، أو مقارن هذا هو الشفع، والذي ليس له، هذا هو الوتر، والله -تعالى- أعلم.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَاللَّيْلِ إِذَا يَسرِ </A>سوره الفجر B1 يعني: والليل إذا يمضي، وهذا كقول الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ </A>سوره الفجر B1 ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ </A>سوره الفجر B1 .
بعض العلماء يقول: إن هذا جواب القسم، ولكن هذا قول ضعفه العلماء، واختلفوا في جواب القسم هاهنا، والذي اختاره الحافظ ابن القيم -رحمه الله- أن الله -جل وعلا- أراد هنا ما أقسم به لا ما أقسم عليه؛ لأن الله -جل وعلا- أراد لفت انتباه الناس وبيان عظمة خلقه في هذه الأشياء التي أقسم بها؛ ولهذا لم يأت بالمقسم عليه؛ لأن القسم -أحيانا- يراد به المقسم عليه، وأحيانا يراد القسم فقط فالله -جل وعلا- في هذه الآيات… استظهر الحافظ ابن القيم أنه إنما أراد المقسم به، وهو الفجر والليالي العشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسر؛ ولهذا حذف جواب القسم.
وقوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ </A>سوره الفجر B1 الحجر هو العقل سمي بذلك؛ لأنه يمنع الإنسان عما لا يليق به، ومعنى هذه الآية هل في ما ذكر من الفجر، وما بعده قسم كاف يستغني به ذوو العقول؟ وجوابه: نعم، في هذا كفاية وعبرة؛ لأن هذا المقسم به، وهو هذه المخلوقات آيات عظام من آيات الله، جل وعلا.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ </A>سوره الفجر B1 هذا فيه بيان لما أحله الله -جل وعلا- لقوم عاد، وقد قال الله -جل وعلا- في هذه الآية: سوره الفجر B2 أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ </A>سوره الفجر B1 فإرم هذا بيان لعاد، وعاد إرم هذه هي عاد الأولى، التي قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى </A>سوره الفجر B1 فعاد الأولى، وهناك عاد الأخرى، أو عاد الثانية، وعاد الثانية هذه بعد بناء الكعبة، وأما عاد الأولى فهم قوم هود، وهود بعث بعد نبي الله -جل وعلا- نوح، بعد إغراق قوم نوح بالطوفان، بعث الله -جل وعلا- هودا -عليه السلام- إلى عاد، وعاد هذه قبيلة جدهم عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، هذه القبيلة تنسب إلى عاد، وكانت مساكنهم ممتدة في جبال الرمال من حضرموت إلى عُمَان وما حولها، وقد جعل الله -جل وعلا- فيهم من القوة في أجسادهم، ومن الحذق في صناعاتهم، ومن الخيرات في بلادهم ما كانوا به في زروعهم أخصب الناس في زمانهم، وديارهم تسمى الأحقاف كما قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ </A>سوره الفجر B1
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:52

وبين الله -جل وعلا- ما هم عليه من القوة في قوله -سبحانه-: سوره الفجر B2 وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا- حكاية عن هود -عليه السلام- أنه قال لهم: سوره الفجر B2 أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ </A>سوره الفجر B1 بكل ريع، يعني: بكل مكان مرتفع، يبنون آية، يعني: يبنون بنيانا شاهقا سوره الفجر B2 وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ </A>سوره الفجر B1 المصانع: هذه أمكنة تبنى تجمع فيها المياه، وكانت معروفة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- سوره الفجر B2 وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ </A>سوره الفجر B1 وهذا من قوتهم سوره الفجر B2 فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ </A>سوره الفجر B1 .
فهذه حالهم لما بعث الله - جل وعلا - إليهم نبيه هودا -عليه السلام- بعث الله -جل وعلا- لهم هودا يدعوهم إلى توحيد الله -جل وعلا-، وإلى عبادته كما أخبر الله -تعالى- في مواضع كثيرة من كتابه كما قال -تعالى-: سوره الفجر B2 وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا- في آية هود: سوره الفجر B2 وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ </A>سوره الفجر B1 .
فكذبوا هودا -عليه السلام- وأنكروا ألوهية الله -جل وعلا- واستهزءوا بهود -عليه السلام- واستبعدوا أن يحل بهم عذاب الله -جل وعلا- كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم في قوله: سوره الفجر B2 كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ </A>سوره الفجر B1 وفي قوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ </A>سوره الفجر B1 وفي قوله -تعالى- سوره الفجر B2 قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ </A>سوره الفجر B1 وفي قوله -تعالى-: سوره الفجر B2 قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ </A>سوره الفجر B1 فلما كذبوه، وعصوه أنزل الله -جل وعلا- عليهم عذابه وبطشه.
أرسل الله -جل وعلا- عليهم ريحا باردة تتابعت عليهم سبع ليال وثمانية أيام، حتى أصبحوا كأنهم أعجاز نخل خاوية، أي: كأنهم جذوع نخل ليس عليها رءوسها؛ لأن المفسرين ذكروا أن الله -جل وعلا- لما أرسل عليهم هذه الريح الشديدة الباردة، صارت تحمل الرجل منهم، فتلقيه على رأسه حتى ينشدخ رأسه، قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ </A>سوره الفجر B1 .
وأما ثمود فهم قوم صالح كانوا يسكنون بوادي القرى، وهو مكان بين تبوك والحجاز، وهذا الوادي سُمِّي وادي القرى؛ لأن الوادي كان متصلا بالقرى، القرية بجانب أختها، وكانت ثمود تسكن هذا الوادي، وثمود هذا هو ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح، أرسل الله -جل وعلا- إلى قومه نبيه صالح -عليه السلام- وقومه قوم صالح -عليه السلام- الذين هم ثمود، ذكر الله -جل وعلا- أوصافهم في قوله -سبحانه وتعالى-: سوره الفجر B2 أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ </A>سوره الفجر B1 يعني: يشقون الجبال بحذق، وفي قوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا </A>سوره الفجر B1 فكانوا ينحتون هذه الجبال، ويجعلونها بيوتا كما أنهم كانوا ينشئون لهم قصورا في تلك السهول، وهي الأودية، ونحتهم لهذه الجبال يدل على قوتهم وعظم ما هم فيه من الحرفة والصناعة، ومع ذلك كانوا يعيشون آمنين، كما قال -تعالى- في الآية الأخرى: سوره الفجر B2 يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ </A>سوره الفجر B1 يعني: ليس عندهم خوف.
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:54

فلما كانوا كذلك، وكانوا مشركين بالله -جل وعلا- بعث الله -جل وعلا- إليهم نبيه صالح -عليه السلام- بعد هود، يدعوهم إلى توحيد الله -تعالى- كما قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ </A>سوره الفجر B1 ولكن هم كفروا به، وبما بعث به وكفروا بألوهية الله -جل وعلا- وسخروا من صالح ومن آمن معه كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم في مواضع:
سوره الفجر B2 كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ </A>سوره الفجر B1 كذبوا نبي الله -جل وعلا- صالحا -عليه السلام- فلما كان يدعوهم، وجاء في ناديهم سألوه أن يخرج لهم آية.
فذكر المفسرون أنه -عليه السلام- لما طلبوا منه الآية، وهي أن يخرج لهم ناقة من هذه الصخرة، صلى لله -جل وعلا- ثم دعاه فخرجت ناقة على الوصف الذي أرادوا من هذه الصخرة، ولكنهم، أو كثيرا منهم كفر، وقليل من آمن؛ ولهذا قال الله -جل وعلا- في شأنهم: سوره الفجر B2 وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى </A>سوره الفجر B1 لأن هذه آية ومعجزة باهرة عظيمة، ومع ذلك عرفوا الحق، فأعرضوا عنه.
فلما خرجت هذه الناقة أمرهم صالح -عليه السلام- أن يتركوها ترعى، واتفق معهم على أن تشرب من البئر يوما، وهم يشربون يوما، فلما مضت الأيام والأوقات ضاقوا بهذه الناقة ذرعا، فقتلوها وقتلها زعيمهم وشريفهم كما ثبت ذلك في الصحيح، قد قال المؤرخون: إن الذي قتلها قدار بن سالف، قتل هذه الناقة، فلما قتلها أخرهم صالح العذاب ثلاثة أيام، ووعدهم بالعذاب أنه ينزل عليهم بعد ثلاثة أيام، فلما توعدهم بالعذاب اجتمعوا على قتله -عليه السلام- اجتمع تسعة منهم على قتله، فأرادوا قتله كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم: سوره الفجر B2 وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ </A>سوره الفجر B1 فأخذهم الله -جل وعلا- قبل أن يقتلوا نبيه صالح، عليه السلام.
ذكر المؤرخون والمفسرون أن أول يوم من هذه الأيام الثلاثة كان يوم الخميس، فاصفرت وجوههم، ثم لما جاء اليوم الثاني، وهو يوم الجمعة احمرت وجوههم، فلما جاء اليوم الثالث، وهو يوم السبت اسودت وجوههم، فلما جاء الصبح من يوم الأحد جاءهم وعد الله -جل وعلا- الذي وعده على لسان صالح الذي قال لهم: سوره الفجر B2 تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ </A>سوره الفجر B1 .
فأخذهم العذاب مصبحين، لما جاء الصبح صاحت الصيحة من السماء، ورجفت الأرض، فأهلكهم الله -جل وعلا- قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ </A>سوره الفجر B1 هذا إهلاك الله -جل وعلا- لثمود.
يعذب الناس بها بمعنى أنه كان يمدهم على هذه الأوتاد، ويسومهم سوء العذاب، وعلى كلٍ، هذه صفة ذم له: لفرعون، أو أن هذه صفة تكشف حقيقته وحاله، ثم قال -جل وعلا- في وصف الجميع: سوره الفجر B2 الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ </A>سوره الفجر B1 يعني: أن ثمود الذين جابوا الصخر بالواد: قطعوا الصخر بالواد، أو عاد، أو فرعون هؤلاء كلهم طغوا في البلاد سوره الفجر B2 فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ </A>سوره الفجر B1 يعني نشروا الفساد، سواء في أنفسهم، أو في غيرهم، فأصبح هذا الفساد منتشرًا ظاهرًا.
قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ </A>سوره الفجر B1 يعني: أن الله -جل وعلا- أنزل عليهم عذابًا من عنده، فعذبهم به في الدنيا قبل الآخرة، وقوله -جل وعلا- في هذه الآية: سوره الفجر B2 سَوْطَ عَذَابٍ </A>سوره الفجر B1 قال بعض العلماء: إن الله -جل وعلا- هاهنا قال: سوره الفجر B2 سَوْطَ عَذَابٍ </A>سوره الفجر B1 ليبين أن عذابهم الذي عذبهم به في الدنيا مع شدته، فإنه كالسوط بالنسبة لعذاب الآخرة، وقال بعض العلماء: إن قوله هاهنا: سوره الفجر B2 سَوْطَ عَذَابٍ </A>سوره الفجر B1 أن الله -جل وعلا- أخذهم بعذاب شديد؛ لأن الإنسان إذا أراد أن يعذب أحدًا في الدنيا، فأعلى ما يعذبه به: بضربه بالسياط؛ لأن بالسيف يقتله، ولكن إذا أراد العذاب المؤلم، فإنه يكون بالسياط.
ولهذا النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في الخوارج: سوره الفجر H2 لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد </A>سوره الفجر H1 قال بعض العلماء: إن قوله -صلى الله عليه وسلم-: سوره الفجر H2 لأقتلنهم قتل عاد </A>سوره الفجر H1 يعني: قتلًا شديدًا، فهو يفسر قوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 سَوْطَ عَذَابٍ </A>سوره الفجر B1 وقال بعضهم: إن المراد بقوله -عليه الصلاة والسلام-: سوره الفجر H2 لأقتلنهم قتل عاد </A>سوره الفجر H1 أي: لأقتلنهم قتلًا آتي فيه على جميعهم لا أترك منهم أحدًا، كما أن الله -جل وعلا- لم يترك من عاد أحدًا.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ </A>سوره الفجر B1 قال ابن عباس -رضي الله عنه- يعني: يسمع، ويرى
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:56

والمراد أن الله -جل وعلا- مطَّلع عليهم، يطلع على الخلق، ويعلم ما يقولون، ويبصر ما يفعلون، فهو -جل وعلا- راصدٌ لحركاتهم وسكناتهم، وأقوالهم، وأفعالهم، ويرصدهم -جل وعلا- حال إسرارهم وحال علانيتهم.
وهذه الآيات التي تقدمت، فيها تخويف لمن يعصي الله -جل وعلا- لأن المعصية تورث نقمة الله -جل وعلا- وقد يعاجل العبد بالعقوبة في الدنيا كما أن هذه الآيات فيها طمأنة للمؤمنين بأن أعداء الله -جل وعلا- مهما طغوا وبغوا، فإن الله -تعالى- لهم بالمرصاد، وأنهم مهما ملكوا من القوات فالله -جل وعلا- أقوى منهم.
قوم عاد كانوا على قوة عظيمة حتى افتخروا بها سوره الفجر B2 مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً </A>سوره الفجر B1 وهؤلاء المذكرون من ثمود وفرعون وعاد كان لهم مال ورياسة وجاه وسلطان، ولكن ذلك لم يغن عنهم من عذاب الله -تعالى- شيئًا؛ لأن الله -جل وعلا- على كل شيء قدير.
ثم إن هذه الآيات فيها لفت لانتباه العباد؛ لئلا يغتروا بما أُتوا، فالعبد مهما أوتيَ من شيء، فهو ضعيف، ومهما صنع فهو ضعيف، ومهما اخترع فهو ضعيف، وهذا كله يدل على أن المؤمن إذا كان عنده شيء من المخترعات، أو رأى هذه الاختراعات ألا يغتر بها، وألا يطغى بها، وألا تقوده هذه المخترعات، وهذه القوى إلى معصية الله -جل وعلا- وألا يهاب من أعداء الله؛ لأنهم يمتلكون هذه المخترعات، والإنسان الذي يرى هذه المخترعات في هذا العصر قد يغتر بها، يظن أن أهلها على حق، أو أنهم منصورون أبدًا، أو أنهم لا غالب لهم، وكل هذا خطأ، فهذه الوسائل سواء كانت وسائل عسكرية، أو ترفيهية، أو حاجية، أو وسائل مواصلات، أو غيرها من الوسائل لا بد للمسلم أن يعرف موقفه منها؛ حتى لا يغتر بها؛ وحتى يتعامل معها على وفق شرع الله جل وعلا.
فالمؤمن إذا نظر إلى هذه المخترعات لا تزيده إلا إيمانًا بالله -تعالى- وحده؛ لأن الله -جل وعلا- أخبرنا بوجود هذه المخترعات قبل أن توجد، فقد أنزل على نبيه -صلى الله عليه وسلم- سوره الفجر B2 وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ </A>سوره الفجر B1 ثم إن هذه المخترعات تزيدنا إيمانًا بالله -جل وعلا- لأن نظر المؤمن ليس قاصرًا على المخترع، لكن يفكر في العقل الذي اخترع هذا، فإذا فكر في العقل بعد ذلك ينظر إلى خالق هذا العقل، فلولا الله -جل وعلا- ما استطاع العقل أن يخلق هذه الأشياء، إذا هذه مردها إلى الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ </A>سوره الفجر B1 ثم إن المؤمن إذا رأى مثل هذه المخترعات يقارنها بخلق الله -جل وعلا- الذي صنعه الله -جل وعلا- إذا بهرته هذه الدقة في بعض الأنظمة، فلينظر إلى الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار تمشي بدقة متناهية، وإذا رأى هذا البنيان الشاهق، فلينظر إلى الجبال، وإذا رأى الطائرات، فلينظر إلى الطيور سوره الفجر B2 أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ </A>سوره الفجر B1 ثم إن المؤمن يأخذ من هذه المخترعات ما أباحه الله -جل وعلا- منها، لا يغالي فيها ولا يفرط، بل يأخذ منها بقدر حاجته مما أباحه الله؛ لأن الله -جل وعلا- قال: سوره الفجر B2 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا </A>سوره الفجر B1 سوره الفجر B2 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ </A>سوره الفجر B1 .
ثم إن هذه الوسائل ينبغي أن تستغل في نفع المسلمين وفي الدعوة إلى الإسلام، فوسائل المواصلات الآن والاتصالات، قد يستعملها بعض المسلمين فيما يضر المسلمين، أو فيما لا يعود عليهم بالنفع، وهذا غلط، فالمفترض في مثل هذه الأشياء أن تستغل في الدعوة إلى الله، ونشر الإسلام.
الآن بعض الناس يشغل نفسه في الحاسب، ويذكر عادات بلده، أو عادات قومه، أو يذكر بعض الفكاهات وغيرها مما تضر ولا تنفع، أو على الأقل لا تنفع مع أن المسلمين بحاجة إلى مثل هذه الأشياء؛ لدعوة غيرهم إلى الله -جل وعلا- ثم إن هذه المخترعات ينبغي، أو يجب ألا تحدث في قلب المسلم خضوعًا للكفار، ولا اعتقادًا لعزتهم ولا ذلا لهم، بل هذه الأشياء لا تزيد المؤمن إلا إيمانًا بالله، وعزة بدين الإسلام، وليعلم أن الله -جل وعلا- ناصر دينه كما قال -تعالى- سوره الفجر B2 وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ </A>سوره الفجر B1 وقال -تعالى-: سوره الفجر B2 إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ </A>سوره الفجر B1 سوره الفجر B2 وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ </A>سوره الفجر B1 .
فالله -جل وعلا- أمرنا بأن نعد قوة، ولو كانت هذه القوة يسيرة، لكن قوة لا نستطيل+ عليها، وبعد ذلك لسنا مكلفين أن يكون عندنا ما عند غيرنا، ولكن علينا أن نعد، وأن نجتهد في العدة، فإذا فعلنا ذلك نصرنا الله -جل وعلا- وعدًا منه، والله -جل وعلا- لا يخلف الميعاد.
الشاهد أن مثل هذه المخترعات، وهذه القوى ينبغي للمسلم أن يعتبر بأحوال الأمم السابقة، وما كانوا عليه من القوة، وقد أهلكهم الله -جل وعلا- مع قوَّتهم، ونصر عليهم المؤمنين مع ضعفهم سوره الفجر B2 إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ </A>سوره الفجر B1 كما أن هذه الآيات فيها بيان لشؤم المعصية، المعصية لها شؤم: تحدث الفساد في البر وفي البحر وفي الأنفس، تحدث الضيق في النفس تحدث على العبد تنغيصًا في معاشه قبل معاده؛ ولهذا قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ </A>سوره الفجر B1 .
ثم قال الله -جل وعلا -: سوره الفجر B2 فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي </A>سوره الفجر B1 هذه طبيعة الإنسان، إذا جاءه خير قال: هذا من إكرام الله لي، وإذا قدر عليه رزقه وضيق عليه فيه، قال: إن الله أهانني، ولكن يستثنى من ذلك المؤمنون؛ لأن المؤمن يعلم أن الإكرام والتضييق بالرزق ليس دليلًا على محبة الله، كما أنه ليس دليلًا على غضب الله، فقد يُنعم الله -جل وعلا- على العبد، وهو يبغضه، ولكن يصنع ذلك به استدراجا سوره الفجر B2 سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ </A>سوره الفجر B1 وقد يضيق عليه رزقه، وهو يحبه -جل وعلا- نبينا -صلى الله عليه وسلم-: سوره الفجر H2 مات ودرعه مرهونة في صاع شعير </A>سوره الفجر H1 وهو أحب الخلق، وأكرمهم على الله -جل وعلا- ولهذا كان من صفة الكفار أنهم إذا أعطوا شيئًا زعموا أن ذلك دليل على رضا الله عنهم، كما قال -تعالى-: سوره الفجر B2 أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ </A>سوره الفجر B1 وقال -تعالى-: سوره الفجر B2 وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ </A>سوره الفجر B1 .
وقال -جل وعلا- في شأن صاحب الجنة: سوره الفجر B2 وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا </A>سوره الفجر B1 لأنه يزعم أن الله -جل وعلا- لما أعطاه، فإنه قد رضي عنه، وهذا فهم خاطئ، لا ينبغي للمسلم أن يعتقده، بل المسلم يعتقد أن تضييق الله -تعالى- عليه في رزقه، أو توسيع الله -تعالى- عليه رزقه، إنما هو ابتلاء وامتحان؛ لينظر -جل وعلا- كيف يعمل عبده أيشكر أم يكفر؟ كما قال الله -جل وعلا- عن نبيه سليمان أنه قال: سوره الفجر B2 لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ </A>سوره الفجر B1 والله -جل وعلا- يقول: سوره الفجر B2 وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ </A>سوره الفجر B1 فهذه الهبات، أو العطايا لا تدل على الرضا كما أنها لا تدل على المحبة؛ ولهذا لا ينبغي للمسلم إذا منحه الله -جل وعلا- شيئًا أن يظن أن ذلك من رضا الله عليه، كما لا ينبغي له إذا لحقته مصائب أن يظن أن ذلك -قطعًا- من سخط الله عليه، ولكن عليه أن يفتش عن نفسه؛ لينظر هل أطاع ربه أم عصاه، فإذا فتش وعالج نفسه ما يقع بعد ذلك من سعة في الرزق، أو تقتير، فهذا لا ضرر على العبد فيه؛ لأن الشؤم إنما هو شؤم المعصية، وليس لسعة الرزق، أو ضيقها على العبد في أمر آخرته شيء؛ لأن الله -جل وعلا- يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولكنه -جل وعلا- لا يعطي الآخرة إلا من يحب.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ </A>سوره الفجر B1 يعني أنهم لا يكرمون اليتيم، مع أن هذا اليتيم قد فقد أباه، وهو بحاجة إلى أن يرأف به، ويحني عليه، وهو من أولى الناس أن يُرحم؛ لأنه لا يجد عائلًا له، وهو قد فقد حنان الأبوة، فهو بحاجة إلى إكرام؛ ولهذا جاء في شرعنا المطهر سوره الفجر B2 فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ </A>سوره الفجر B1 .
وحرم الله -جل وعلا- أن يعتدى على هذا اليتيم في ماله سوره الفجر B2 وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ </A>سوره الفجر B1 ويقول -جل وعلا-: سوره الفجر B2 إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا </A>سوره الفجر B1 ولهذا كان الواجب على والي اليتيم أن يراعي هذا اليتيم في ماله، وألا يدفع إليه ماله إلا إذا بلغ الرشد، وأن يتجر في هذا المال، ولا يتركه حتى تأكله الصدقات، بل يجب عليه أن يرعى هذا المال، وأن يجتهد في رعايته وحفظه حتى يدفعه إليه بعد رشده.
وقوله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ </A>سوره الفجر B1 أي لا يحض بعضكم بعضًا على طعام المسكين، ولا يحث بعضكم بعضًا غيره على إطعام المساكين، ولا تتآمرون بذلك، فدل ذلك أنه ينبغي للمسلم، أو ينبغي للمسلمين أن يتآمروا فيما بينهم لإطعام المساكين، فإذا رأى المسلم أخاه، ورأى مسكينًا فينبغي له أن يحثه، ويحضه على إطعامه؛ لأن الله -جل وعلا- ذم على ترك التحاض، ما ذم ترك الإطعام، ذم على ترك التحاض، فمن باب أولى أن يذم على ترك الإطعام.
ولهذا: لعظم شأن المسكين واليتيم جعل الله -جل وعلا- أو لعظم شأن المسكين جعل الله -جل وعلا- إطعامه من البر سوره الفجر B2 وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ </A>سوره الفجر B1 إلى أن قال: سوره الفجر B2 وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ </A>سوره الفجر B1 إلى آخر الآيات، ثم قال: سوره الفجر B2 أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ </A>سوره الفجر B1 فدل على أن إطعام المسكين والقيام على اليتيم، هذا من البر ومن الصدق في الإيمان والتقوى.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا </A>سوره الفجر B1 التراث: المراد به الميراث، وكان الكفار يأكلون ميراث المرأة والصغير، الصغير الذي لا يحمي الذمار، ولا يركب الخيل هذا يأكل وليه ورثه، أي: ميراثه، والمرأة يأكلون ميراثها، بل المرأة إذا توفيت، وهي ذات زوج، وتوفي زوجها، فإنها تورث من زوجها، هي ذاتها تكون موروثة كما أخبر الله -جل وعلا- عنهم ذلك في سورة النساء، وهذا الذي قاله الله -جل وعلا- هاهنا: سوره الفجر B2 وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا </A>سوره الفجر B1 أي: تأكلون الميراث أكلًا شديدًا مشتملًا على جمع الميراث، وأخذه بتمامه، هذا بينه الله -جل وعلا- في سورة النساء: سوره الفجر B2 وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ </A>سوره الفجر B1 .
قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا </A>سوره الفجر B1 أي: أنهم يحبون المال حبًّا شديدًا، فهم يجمعون هذا المال ولا ينفقونه لا ينفقون على اليتيم ولا المسكين، ويجمعون المال، يجمعونه من حله ومن غير حله؛ لأنهم يغتصبون الميراث، وهذه الصفة -غالبًا- ما تكون في الإنسان إذا كان لا ينفق ما أوجب الله -تعالى- عليه، الغالب أنه يجمع المال جمعًا شديدًا، وكثيرًا ما يخالطه ما حرم الله -جل وعلا- عليه.
أما المؤمن فلا، المؤمن يجمع مالًا ينتفع به في خاصة نفسه، وينفع غيره، ويؤدي منه حقوق الله -جل وعلا- قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا </A>سوره الفجر B1 قَبْلَ ذَلِكَ سوره الفجر B2 كَلَّا إِنَّهَا لَظَى </A>سوره الفجر B1 يعني: النار سوره الفجر B2 نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ </A>سوره الفجر B1 فاستثنى الله -جل وعلا- أهل الإيمان.
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty هام جدااااااااااااااااااااااااا

مُساهمة من طرف dmdm2000 2010-06-19, 14:58

سوره الفجر B2 كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي </A>سوره الفجر B1


هذا إخبار من الله -جل وعلا- عن يوم القيامة، وأنه -جل وعلا- إذا قامت القيامة، فإنه يدك الأرض دكًّا، وتستوي الجبال يسوي الله الجبال -جل وعلا- ويدكها مع الأرض، وتكون أرضًا مستوية ملساء، ليس فيها ارتفاع ولا انخفاض ولا اعوجاج.
سوره الفجر B2 وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا </A>سوره الفجر B1 أي: أن الله -جل وعلا- إذا كان يوم القيامة وحشر الخلائق في عُرصات القيامة، واشتد بهم الأمر، وبلغ منهم كل مبلغه، استشفعوا بالأنبياء؛ ليشفعوا لهم عند ربنا -جل وعلا- ليريحهم من هول الموقف، فيستشفع أولو العزم من الرسل، وآدم -عليه السلام- حتى تكون لنبينا -صلى الله عليه وسلم- فيقول: سوره الفجر H2 أنا لها، أنا لها، فيأتي ربه -جل وعلا- ويسجد تحت العرش، ويقال له: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع، وسل تُعطى، واشفع تُشفع </A>سوره الفجر H1 فيشفعه الله -جل وعلا- في الخلائق، وذلك هو المقام المحمود الذي أعطيه النبي -صلى الله عليه وسلم- عند ربه -جل وعلا- فينزل الله، فيجيء الرب -جل وعلا- يوم القيامة لفصل القضاء بين الخلائق، والملائكة مصطفون صفوفًا لعظمة الرب -جل وعلا- كما قال الله -جل وعلا- سوره الفجر B2 هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ </A>سوره الفجر B1 .
ثم قال -جل وعلا- سوره الفجر B2 وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ </A>سوره الفجر B1 يعني أن النار يوم القيامة تُقاد إلى الخلائق، وتبرز فيراها الخلق، يجرها سبعون ألف مَلَك، أو تُجر بسبعين ألف زمام مع كل زمام سبعين ألف مَلَك، وهذا لعظمها وكبرها، وهولها.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى </A>سوره الفجر B1 يعني إذا بُرِّزت النار، ورآها العباد يتذكر الإنسان، قال بعض السلف: إن المراد بالإنسان عموم الإنسان، فالمؤمن العاصي يتمنى أنه لم يعص، والكافر يتمنى أنه لم يكفر، والذي عمل الصالحات يود أن لو يزداد، ولكن انقضى زمن العمل، وجاء وقت الجزاء، فالكافر إذا كان في ذلك اليوم، قد أخبر الله -جل وعلا- عنه كما قال: سوره الفجر B2 وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا </A>سوره الفجر B1 سوره الفجر B2 يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَ </A>سوره الفجر B1 .
وقال -جل وعلا- أن المفرط يقول يوم القيامة: سوره الفجر B2 يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ </A>سوره الفجر B1 وقال -جل وعلا- عنهم أنهم يقولون: سوره الفجر B2 يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ </A>سوره الفجر B1 ثم قال -جل وعلا- يقول: سوره الفجر B2 يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي </A>سوره الفجر B1 يعني: يا ليتني عملت لمثل هذا الموقف؛ لأن الآخرة هي الحياة، وأما الدنيا فهي فانية، والحياة الباقية هي الآخرة كما قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ </A>سوره الفجر B1 قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ </A>سوره الفجر B1 يعني: أن الله -جل وعلا- يوم القيامة لا أحد يعذب مثل عذابه أبدًا، لا أحد يستطيع أن يعذب عذابًا مثل عذاب الله، كما أنه لا يستطيع أحد أن يوثق أحدًا، ويشده بالسلاسل كما يوثق الله -جل وعلا- بل الله -جل وعلا- هو المتفرد.
ثم قال -جل وعلا-: سوره الفجر B2 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ </A>سوره الفجر B1 النفس المطمئنة: هي الساكنة، التي اطمأنت بالإيمان، واطمأنت بذكر الله -جل وعلا- كما قال -تعالى- سوره الفجر B2 الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ </A>سوره الفجر B1 هي نفس مؤمنة مطمئنة بالإيمان، اطمأنت بالله ربا، واطمأنت بمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا، واطمأنت إلى وعد الله، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت بجميع ما أمر الله -جل وعلا- بالإيمان به، فلما كانت هذه النفس مطمئنة يوم القيامة، كان مآلُها إلى جنات النعيم؛ لأنها اطمأنت بما وعد الله، فكان نصيبها أن طمأنها الله -جل وعلا- يوم الفزع الأكبر، والنفس نفس الإنسان لها ثلاث صفات: مطمئنة كما في الآية، وأمارة بالسوء كما في قول امرأة العزيز سوره الفجر B2 وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي </A>سوره الفجر B1 .
فالأمّارة هي التي تحث صاحبها، وتسيره إلى المعاصي، ثم نفس ثالثة وهي التي أقسم الله بها سوره الفجر B2 لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ </A>سوره الفجر B1 هذه النفس اللوامة، هي التي تلوم صاحبها يوم القيامة.
وقد فسرها بذلك حبر الأمة عبد الله بن عباس، هذه النفس يوم القيامة تلوم صاحبها، إن كان كافرًا على كفره، وإن كان عاصيًا على معصيته، وإن كان مؤمنًا قد عمل الصالحات ألا يكون قد ازداد، وهذا ظاهر من جمع الله -جل وعلا- بين القسم بيوم القيامة والقسم بالنفس اللوامة.
قال الله -جل وعلا- عن النفس المطمئنة سوره الفجر B2 يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً </A>سوره الفجر B1 أي أن هذه النفس يوم القيامة لما اطمأنت في الدنيا بشرع الله ودينه، جاءت يوم القيامة راضية، ثم إن الله -جل وعلا- يجعلها مرضية؛ لأنها ترى نعم الله -جل وعلا- عليها في الآخرة؛ وذلك دليل على رضا الله -جل وعلا- عنها، فهذه النفس راضية ومرضية، قد رضي الله -تعالى- عنها، كما قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ </A>سوره الفجر B1 .
قال الله -جل وعلا- سوره الفجر B2 فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي </A>سوره الفجر B1 العباد، أو إضافة العباد هنا المراد بهم عباد الله الصالحون؛ لأن العباد منهم من يكون عبدًا لله من باب العبودية العامة، وهذه كل الخلائق عباد لله -جل وعلا- سوره الفجر B2 إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا </A>سوره الفجر B1 ولكن هناك عبودية خاصة، وهي عبودية المؤمنين، فهنا سوره الفجر B2 فَادْخُلِي فِي عِبَادِي </A>سوره الفجر B1 يعني: تدخل في جملة عباده الصالحين، فيحشر الله -جل وعلا- هذه النفس معهم، كما قال الله -جل وعلا-: سوره الفجر B2 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ </A>سوره الفجر B1 قال سوره الفجر B2 وَادْخُلِي جَنَّتِي </A>سوره الفجر B1 يعني: أن الله -جل وعلا- يجعلها في زمرة الصالحين، ثم يدخلهم -جل وعلا- بفضله ورحمته جنته، وهذا النداء لهذه النفس، قال بعض العلماء: إنه عند الاحتضار، وقال بعض العلماء: إنه يوم القيامة، وهذا من أمور الغيب التي لم نطلع عليها، فيحتمل هذا، ويحتمل هذا. والله على كل شيء قدير، والله أعلم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد
dmdm2000
dmdm2000
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 77
تاريخ التسجيل : 01/06/2010
الموقع : دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف salma 2010-06-20, 11:48

سوره الفجر 1241z
salma
salma
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 339
تاريخ التسجيل : 07/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف essa_elgn 2010-07-05, 11:43

سوره الفجر 1241z
avatar
essa_elgn
جميله برونزية
جميله برونزية

عدد المساهمات : 100
تاريخ التسجيل : 04/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف ليالى 2010-07-11, 16:28

مشكورررررة اختاه
وبارك الله فيكى
ليالى
ليالى
جميله جديده
جميله جديده

عدد المساهمات : 20
تاريخ التسجيل : 11/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف ملك روحى 2010-07-14, 17:58

سوره الفجر Post-19496-1155500579
ملك روحى
ملك روحى
جميله جديده
جميله جديده

عدد المساهمات : 35
تاريخ التسجيل : 14/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف ضوء الحياه 2010-07-20, 23:47

سوره الفجر 1270920792
avatar
ضوء الحياه
جميله برونزية
جميله برونزية

عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف أمة الرحمن 2010-08-02, 13:16

بارك الله فيكم
avatar
أمة الرحمن
جميله جديده
جميله جديده

عدد المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 01/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف HAIDY 2010-08-11, 00:42

سوره الفجر 1063345871372361
HAIDY
HAIDY
مشرفه
مشرفه

عدد المساهمات : 1015
تاريخ التسجيل : 04/06/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

سوره الفجر Empty رد: سوره الفجر

مُساهمة من طرف رنوش 2010-09-10, 15:27

سوره الفجر 74m033hnv
رنوش
رنوش
اداري
اداري

عدد المساهمات : 1071
تاريخ التسجيل : 02/07/2010
الموقع : منتدى دنيا الجميلات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى