الشطرنج واهميته
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الشطرنج واهميته
لعبة الشطرنج من اللعب المميزة عند كل الامم الانسانية ، ولاسيما منها الامم ذات
الحضارة الانسانية العريقة ، فهي وبحق اللعبة التي عبرت جميع الحدود الجغرافية
الصناعية او النفسية او الفكرية او الذوقية لهذه الشعوب والامم لتستقر مهيمنة على
العقل الانساني برمته كلعبة انسانية وبشرية كبيرة !.
ولعل مارشح لعبة الشطرنج
لتنال هذه المنزلة الرفيعة عند كل البشر ، انها اللعبة الوحيدة التي تمتلك مميزات
كثيرة ، منها قانونية وفكرية ونفسية وروحية .....الخ ، هي التي رشحتها لان تكون
لعبة الانسان (( المفكر )) المفضلة ، والتي يشترك فيها الانسان بغض النظر عن موقعه
الجغرافي او مرتبته الفئوية او الطبقية او القومية ، فهي وعلى الرغم انها لعبة
الملوك المفضلة فهي كذالك لعبة الصعاليك الغريبة التي تحلق بخيالهم بعيدا لتنصبهم
قادة وملوك يسوسون الجيوش ويدخلون الحروب ليكسبوها او يخسروها على رقعة واحدة ، ولا
رأس مال لهذه اللعبة العجيبة سوى (العقل ) وما يملكه من فطنة ووعي وسرعة بديهة
وقدرة على الدهاء والمكر الغير مؤذي لاحد في الحقيقة ، مما رشحها للسؤال التالي :
هل ياترى تستحق هذه اللعبة ان تكون بهذه المنزلة من الرفعة ؟.
ولماذا تميزت لعبة
الشطرنج عن غيرها من ( تسالي ) البشرية لتتربع على عرش تسلية العقل عن باقي اعضاء
الانسان الشهوية والغريزية وغير ذالك من زوايا الانسان المتطلعة الى التسلية
والبهجة ؟.
وهل حقا بامكاننا من خلال نشر الوعي الثقافي لهذه اللعبة الذهنية ان
نصنع مجتمعا هادئا مفكرا فطنا ... ومن ثم مجتمعا مفكرا اكثر منه مستهلكا للتسلية
؟.
الحقيقة ان من مميزات لعبة الشطرنج اللطيفة انها اللعبة الوحيدة تقريبا التي
تجمع في ممارستها بين الصمت والتفكّر الهادئ وخلق مناخ التوازن الفكري ، وبين عمل
العقل واشتغال الحسابات الانسانية والتفكير بنمطية تفكير الانسان الاخر وبماذا هو
يفكر ولماذا وكيف ؟.
اي بمعنى : ان لعبة الشطرنج من مميزاتها انها من اللعب
الصامتة تماما والطالبة للهدوء واسترخاء الصوت تماما ايضا ، كما انها من اللعب التي
تعطى الانسان قدرة تعلم الصبر لفترات تطول او تقصر للوصول الى البغية من التغلب على
العدو ، وهذه الاشياء بطبيعتها مفيدة وحسنة ان ينتهجها الانسان في حياته كسلوك سوي
، بعكس باقي اللعب البشرية (( لعب الكبار بالذات )) فانها بالاضافة الى انها قائمة
على الضجيج وافتعال الاصوات المزعجة ، فهي كذالك تناغم غرائز الانسان الهياجية
والعصابية التي تدخله في حالة التهستر العضوي وربما المشاجرات السخيفة على الحظ
والقدر ، وهذا بغض النظر ان قلنا ان اللعبة الانسانية اليوم وبعد التطور التكنلوجي
المادي تحولت الى سلعة استهلاكية محضة وظيفتها كيفية اثارت غرائز الانسان العدائية
ومن ثم شغله بالعنف والعنف المضاد من لعب الحضارة الغربية بالخصوص المادية ( الكيم
) مما يؤهل هذه اللعب الحضارية لأن تكون مضارها النفسية والفكرية والروحية اكثر
بكثير من فوأئدها العقلية ، بعكس تماما لعبة الانسانية القديمة المتوفرة لكل انسان
( الشطرنج ) والقائمة اصلا على فلسفة كبيرة من وجودها ومن تطوير القدرات العقلية
للانسان ومن ثم تطوير قدراته النفسية والارتقاء بحالته الاخلاقية ايضا بعيدا عن هدف
التجارة والاثارة الامريكية وغير الامريكية الغربية الحديثة ؟.
نعم لعبة الشطرنج
الحضارية والتاريخية من مميزاتها انها تناغم غرائز الانسان القتالية وهدفها
الانتصار وابتعادها عن الهزيمة ، ولكن بشكل مختلف عن اللعبة التكنلوجية الحديثة
تماما ‘ فلعبة الشطرنج مع انها لعبة حربية (سياسية فكرية ) الا انها غير صوتية مما
يهيأها لان تكون عقلية وليست سماعية ، وكذالك هي لعبة تسعى للانتصار وتجنب الهزيمة
امام العدو ، ولكنها ومع ذالك بلا دماء ولا صورة التناثر للاشلاء والقتل البشعة
التي تصورها صورة الالعاب الحديثة ، كما وانها لعبة التعليم لكيفية قبول الانتصار
بلا ضوضاء ، والانصياع للهزيمة بلا انفعال ظاهر وحاد او قوي !.
نعم كذالك من
مميزات لعبة الشطرنج الغريبة انها لعبة ثنائية الابعاد ، يمارسها عقلان من البشر
فحسب ، وليست غريزتان للغضب والشهوة فقط كما و انها من اللعب الانسانية بالاضافة
الى حالة المشاعر المتبادلة وعملية التفكير والتفكير المضاد حسب مقتضيات الحركة
والنقلة على رقعة الشطرنج كذالك ما يستتبعها من تجاذب انساني يخلق نوعا من الالفة
الاجتماعية !.
بمعنى اخر : انها لعبة اجتماعية انسانية محضة وليست لعبة
كارتونية غريبة الصور والرسوم ، فلاعب الشطرنج ومن خلال مخياله الايجابي للعبة
وتصوره - المراد تثقيفه عليه - ، هو ان ينظر للرقعة على اساس انها ( مملكة ) حية
ومتحركة من الادوات فيها الملك ووزيره وحاشيته وجنوده ، وكل هذه الشخوص على الرقعة
هي وبشكل واخر تمثل واقع الانسان الانساني والطبيعي الذي يحيط بحياة الانسان
الطبيعية ، فالقلعة لها معنى ومفهوم في الفكر الانساني بالعموم وهي ركن اساس من
اركان القوة في فكره ، وكذا الفيل هذا المخلوق الرائع والحيوان الودود والقوي بنفس
اللحظة يحمل معه تصورا جميلا في المخيال الانساني ، وكذا الحصان وكذا باقي ادوات
رقعة الشطرنج الثرية والمتنوعة المفاهيم والصور ، وهذه النقطة ايضا ما يجعل لعبة
الشطرنج مميزة عن باقي اللعب الانسانية الجامدة والمحنطة او الغريبة عن الطبيعة
الانسانية التي يعيش فيها ومعها الانسان بكل مشاعره واحاسيسه وفكره ، فليس تحليقي
بمركبة فضائية لاقاتل النجوم واشياء غريبة كلعبة تسلية ، كمثل تصوري وتخيلي لامتطاء
جواد يجمع البهجة والعنفوان والرجولة والاقدام في مخيالي لاقاتل مقاتلا يمتطي فيلا
من عصور الحضارة الهندية العريقة - مثلا - ، كما انني عندما امارس لعبة الدخول في
نفق للارض لاقاتل حشرات عملاقة في اللعب الحديثة مختلف الردود النفسية والعقلية
والتأملية عندما ادخل في لعبة
الحضارة الانسانية العريقة ، فهي وبحق اللعبة التي عبرت جميع الحدود الجغرافية
الصناعية او النفسية او الفكرية او الذوقية لهذه الشعوب والامم لتستقر مهيمنة على
العقل الانساني برمته كلعبة انسانية وبشرية كبيرة !.
ولعل مارشح لعبة الشطرنج
لتنال هذه المنزلة الرفيعة عند كل البشر ، انها اللعبة الوحيدة التي تمتلك مميزات
كثيرة ، منها قانونية وفكرية ونفسية وروحية .....الخ ، هي التي رشحتها لان تكون
لعبة الانسان (( المفكر )) المفضلة ، والتي يشترك فيها الانسان بغض النظر عن موقعه
الجغرافي او مرتبته الفئوية او الطبقية او القومية ، فهي وعلى الرغم انها لعبة
الملوك المفضلة فهي كذالك لعبة الصعاليك الغريبة التي تحلق بخيالهم بعيدا لتنصبهم
قادة وملوك يسوسون الجيوش ويدخلون الحروب ليكسبوها او يخسروها على رقعة واحدة ، ولا
رأس مال لهذه اللعبة العجيبة سوى (العقل ) وما يملكه من فطنة ووعي وسرعة بديهة
وقدرة على الدهاء والمكر الغير مؤذي لاحد في الحقيقة ، مما رشحها للسؤال التالي :
هل ياترى تستحق هذه اللعبة ان تكون بهذه المنزلة من الرفعة ؟.
ولماذا تميزت لعبة
الشطرنج عن غيرها من ( تسالي ) البشرية لتتربع على عرش تسلية العقل عن باقي اعضاء
الانسان الشهوية والغريزية وغير ذالك من زوايا الانسان المتطلعة الى التسلية
والبهجة ؟.
وهل حقا بامكاننا من خلال نشر الوعي الثقافي لهذه اللعبة الذهنية ان
نصنع مجتمعا هادئا مفكرا فطنا ... ومن ثم مجتمعا مفكرا اكثر منه مستهلكا للتسلية
؟.
الحقيقة ان من مميزات لعبة الشطرنج اللطيفة انها اللعبة الوحيدة تقريبا التي
تجمع في ممارستها بين الصمت والتفكّر الهادئ وخلق مناخ التوازن الفكري ، وبين عمل
العقل واشتغال الحسابات الانسانية والتفكير بنمطية تفكير الانسان الاخر وبماذا هو
يفكر ولماذا وكيف ؟.
اي بمعنى : ان لعبة الشطرنج من مميزاتها انها من اللعب
الصامتة تماما والطالبة للهدوء واسترخاء الصوت تماما ايضا ، كما انها من اللعب التي
تعطى الانسان قدرة تعلم الصبر لفترات تطول او تقصر للوصول الى البغية من التغلب على
العدو ، وهذه الاشياء بطبيعتها مفيدة وحسنة ان ينتهجها الانسان في حياته كسلوك سوي
، بعكس باقي اللعب البشرية (( لعب الكبار بالذات )) فانها بالاضافة الى انها قائمة
على الضجيج وافتعال الاصوات المزعجة ، فهي كذالك تناغم غرائز الانسان الهياجية
والعصابية التي تدخله في حالة التهستر العضوي وربما المشاجرات السخيفة على الحظ
والقدر ، وهذا بغض النظر ان قلنا ان اللعبة الانسانية اليوم وبعد التطور التكنلوجي
المادي تحولت الى سلعة استهلاكية محضة وظيفتها كيفية اثارت غرائز الانسان العدائية
ومن ثم شغله بالعنف والعنف المضاد من لعب الحضارة الغربية بالخصوص المادية ( الكيم
) مما يؤهل هذه اللعب الحضارية لأن تكون مضارها النفسية والفكرية والروحية اكثر
بكثير من فوأئدها العقلية ، بعكس تماما لعبة الانسانية القديمة المتوفرة لكل انسان
( الشطرنج ) والقائمة اصلا على فلسفة كبيرة من وجودها ومن تطوير القدرات العقلية
للانسان ومن ثم تطوير قدراته النفسية والارتقاء بحالته الاخلاقية ايضا بعيدا عن هدف
التجارة والاثارة الامريكية وغير الامريكية الغربية الحديثة ؟.
نعم لعبة الشطرنج
الحضارية والتاريخية من مميزاتها انها تناغم غرائز الانسان القتالية وهدفها
الانتصار وابتعادها عن الهزيمة ، ولكن بشكل مختلف عن اللعبة التكنلوجية الحديثة
تماما ‘ فلعبة الشطرنج مع انها لعبة حربية (سياسية فكرية ) الا انها غير صوتية مما
يهيأها لان تكون عقلية وليست سماعية ، وكذالك هي لعبة تسعى للانتصار وتجنب الهزيمة
امام العدو ، ولكنها ومع ذالك بلا دماء ولا صورة التناثر للاشلاء والقتل البشعة
التي تصورها صورة الالعاب الحديثة ، كما وانها لعبة التعليم لكيفية قبول الانتصار
بلا ضوضاء ، والانصياع للهزيمة بلا انفعال ظاهر وحاد او قوي !.
نعم كذالك من
مميزات لعبة الشطرنج الغريبة انها لعبة ثنائية الابعاد ، يمارسها عقلان من البشر
فحسب ، وليست غريزتان للغضب والشهوة فقط كما و انها من اللعب الانسانية بالاضافة
الى حالة المشاعر المتبادلة وعملية التفكير والتفكير المضاد حسب مقتضيات الحركة
والنقلة على رقعة الشطرنج كذالك ما يستتبعها من تجاذب انساني يخلق نوعا من الالفة
الاجتماعية !.
بمعنى اخر : انها لعبة اجتماعية انسانية محضة وليست لعبة
كارتونية غريبة الصور والرسوم ، فلاعب الشطرنج ومن خلال مخياله الايجابي للعبة
وتصوره - المراد تثقيفه عليه - ، هو ان ينظر للرقعة على اساس انها ( مملكة ) حية
ومتحركة من الادوات فيها الملك ووزيره وحاشيته وجنوده ، وكل هذه الشخوص على الرقعة
هي وبشكل واخر تمثل واقع الانسان الانساني والطبيعي الذي يحيط بحياة الانسان
الطبيعية ، فالقلعة لها معنى ومفهوم في الفكر الانساني بالعموم وهي ركن اساس من
اركان القوة في فكره ، وكذا الفيل هذا المخلوق الرائع والحيوان الودود والقوي بنفس
اللحظة يحمل معه تصورا جميلا في المخيال الانساني ، وكذا الحصان وكذا باقي ادوات
رقعة الشطرنج الثرية والمتنوعة المفاهيم والصور ، وهذه النقطة ايضا ما يجعل لعبة
الشطرنج مميزة عن باقي اللعب الانسانية الجامدة والمحنطة او الغريبة عن الطبيعة
الانسانية التي يعيش فيها ومعها الانسان بكل مشاعره واحاسيسه وفكره ، فليس تحليقي
بمركبة فضائية لاقاتل النجوم واشياء غريبة كلعبة تسلية ، كمثل تصوري وتخيلي لامتطاء
جواد يجمع البهجة والعنفوان والرجولة والاقدام في مخيالي لاقاتل مقاتلا يمتطي فيلا
من عصور الحضارة الهندية العريقة - مثلا - ، كما انني عندما امارس لعبة الدخول في
نفق للارض لاقاتل حشرات عملاقة في اللعب الحديثة مختلف الردود النفسية والعقلية
والتأملية عندما ادخل في لعبة
ضوء الحياه- جميله برونزية
- عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
رد: الشطرنج واهميته
افهم جميع قوانينها وارتقي باساليب جميع مميزاتها .... وهكذا !.
اذا (( اللعبة
)) بالامكان الارتقاء بها من مجرد التسلية الى مستوى المنفعة الانسانية ، بل الاكثر
هنا عندما نقول ان (( اللعبة )) الانسانية اليوم لاتمثل الجانب الترفيهي للكبار
والصغار فحسب ، وانما هي انتقلت لتكون من ضمن العوامل التربوية والثقافية الكبيرة
لحياة البشر على وجه الكرة الارضية ، بل هي اليوم مصدر من مصادر الثقافة العامة
وخصوصا للاطفال باعتبارهم المتلقي الاكثر تهيئا للتقليد والانسجام والغرق في حب
التسلية ، مما يجعل شخوص وقوانين وابطال وصور .... اي لعبة هي من ضمن مكوناته
العقلية والنفسية التي تبني من مخياله الجمالي وتنشأ من نفسيته الروحية المتألقة ،
مما يدفعنا الى الاهتمام الشديد بانتقاء لعب اطفالنا باعتبار اننا مدركون لاهمية
اللعبة لاطفالنا من خلال كونها حالة ثقافية مع كونها حالة ترفيهية للاطفال ، ولا
اقل - هنا - من القول ان الفرق كبير جدا بين كل اللعب المراد تقديمها للطفل باعتبار
انها مصدر تسلية له وبين ان اقدم له لعبة (( الشطرنج )) لافهمه القوانين العامة
لهذه اللعبة التي سوف تتكفل هي بتنمية كل طاقاته الفكرية والعقلية بالاضافة الى
تكفلها بخلق مناخ الهدوء وتنمية السلوك السوي لدى الطفل بعيدا عن كل سلبيات الصورة
والصوت التي تخلقها اللعب الحديثة على صحة الطفل الفكرية والنفسية والسلوكية وخاصة
العدائية منها !؟.
الحقيقة ان فلسفة (( اللعبة )) او اللعب بصورة عامة وللكبار
والصغار على حد سواء هي التي تعطي للعبة قيمتها التربوية والنفسية والروحية
الحقيقية ، وذالك مادام اننا قررنا ان اللعبة ليست مجرد تسلية بل هي بالاضافة لذالك
تسلية مصاحبة لثقافة وسلوك ، مما يهيئ اللعبة لأن تكون اكثر تأثيرا حيويا من مواد
الاعلام المقروءة او المرئية او المسموعة ، باعتبار ان كل هذا بحاجة الى بذل جهد
فكري متعب وممل في احيان كثيرة ، اما في معرض الحديث عن ثقافة ووعي وسلوك ممتزجا مع
تسلية وبهجة وترفيه ، فأن طرق التفكير والتعلم والتطبع ستكون سالكة حتما ومهيئة
لاكبر قدر من الاهتمام والتلقي ، مما يجعل (( اللعبة )) وفي هذا المضمار اكثر
فاعلية تأثيرية ثقافية في هذا الجانب ومن ثم سلوكية ، والعملية هنا اشبه بفكرة
وثقافة وسلوك تريد ايصاله للكبار والصغار ولكن بصور مختلفة من الادوات الانسانية ،
فمرة انت توصله من خلال لعبة تجمع بين التسلية والتثقيف ، ومرة اخرى توصله من خلال
بلورته في فلم سينمائي واخرى بكتاب مقروء ورابعة من خلال لحن وفن واغنية .....
وهكذا تتعدد الادوات والفكرة واحدة ، والمهم في هذه العملية هي الوصول للفكرة
القائلة ان اللعبة هي مختصر فكرة مؤثرة تأثيرا قويا على الانسان في فكره وثقافته
وسلوكه ، مما يرشحها لان تكون لاعبا اساسيا في حياة اي انسان منّا وبلا استثناء ،
وعليه من حقنا هنا ان نفهم فلسفة كل لعبة من لعب الكبار والصغار لنبني عليها رؤيتنا
في انتخاب (( ملاعيبنا )) الحياتية ، فياترى :
ماهي دوافع لعبة الشطرنج التي نحث
على تبني ثقافتها لتكون لصغارنا وكبارنا مجال تسلية وثقافة بنفس الوقت ؟.
ولماذا
وكيف وجدت هذه اللعبة العملاقة والبشرية الكونية
اذا (( اللعبة
)) بالامكان الارتقاء بها من مجرد التسلية الى مستوى المنفعة الانسانية ، بل الاكثر
هنا عندما نقول ان (( اللعبة )) الانسانية اليوم لاتمثل الجانب الترفيهي للكبار
والصغار فحسب ، وانما هي انتقلت لتكون من ضمن العوامل التربوية والثقافية الكبيرة
لحياة البشر على وجه الكرة الارضية ، بل هي اليوم مصدر من مصادر الثقافة العامة
وخصوصا للاطفال باعتبارهم المتلقي الاكثر تهيئا للتقليد والانسجام والغرق في حب
التسلية ، مما يجعل شخوص وقوانين وابطال وصور .... اي لعبة هي من ضمن مكوناته
العقلية والنفسية التي تبني من مخياله الجمالي وتنشأ من نفسيته الروحية المتألقة ،
مما يدفعنا الى الاهتمام الشديد بانتقاء لعب اطفالنا باعتبار اننا مدركون لاهمية
اللعبة لاطفالنا من خلال كونها حالة ثقافية مع كونها حالة ترفيهية للاطفال ، ولا
اقل - هنا - من القول ان الفرق كبير جدا بين كل اللعب المراد تقديمها للطفل باعتبار
انها مصدر تسلية له وبين ان اقدم له لعبة (( الشطرنج )) لافهمه القوانين العامة
لهذه اللعبة التي سوف تتكفل هي بتنمية كل طاقاته الفكرية والعقلية بالاضافة الى
تكفلها بخلق مناخ الهدوء وتنمية السلوك السوي لدى الطفل بعيدا عن كل سلبيات الصورة
والصوت التي تخلقها اللعب الحديثة على صحة الطفل الفكرية والنفسية والسلوكية وخاصة
العدائية منها !؟.
الحقيقة ان فلسفة (( اللعبة )) او اللعب بصورة عامة وللكبار
والصغار على حد سواء هي التي تعطي للعبة قيمتها التربوية والنفسية والروحية
الحقيقية ، وذالك مادام اننا قررنا ان اللعبة ليست مجرد تسلية بل هي بالاضافة لذالك
تسلية مصاحبة لثقافة وسلوك ، مما يهيئ اللعبة لأن تكون اكثر تأثيرا حيويا من مواد
الاعلام المقروءة او المرئية او المسموعة ، باعتبار ان كل هذا بحاجة الى بذل جهد
فكري متعب وممل في احيان كثيرة ، اما في معرض الحديث عن ثقافة ووعي وسلوك ممتزجا مع
تسلية وبهجة وترفيه ، فأن طرق التفكير والتعلم والتطبع ستكون سالكة حتما ومهيئة
لاكبر قدر من الاهتمام والتلقي ، مما يجعل (( اللعبة )) وفي هذا المضمار اكثر
فاعلية تأثيرية ثقافية في هذا الجانب ومن ثم سلوكية ، والعملية هنا اشبه بفكرة
وثقافة وسلوك تريد ايصاله للكبار والصغار ولكن بصور مختلفة من الادوات الانسانية ،
فمرة انت توصله من خلال لعبة تجمع بين التسلية والتثقيف ، ومرة اخرى توصله من خلال
بلورته في فلم سينمائي واخرى بكتاب مقروء ورابعة من خلال لحن وفن واغنية .....
وهكذا تتعدد الادوات والفكرة واحدة ، والمهم في هذه العملية هي الوصول للفكرة
القائلة ان اللعبة هي مختصر فكرة مؤثرة تأثيرا قويا على الانسان في فكره وثقافته
وسلوكه ، مما يرشحها لان تكون لاعبا اساسيا في حياة اي انسان منّا وبلا استثناء ،
وعليه من حقنا هنا ان نفهم فلسفة كل لعبة من لعب الكبار والصغار لنبني عليها رؤيتنا
في انتخاب (( ملاعيبنا )) الحياتية ، فياترى :
ماهي دوافع لعبة الشطرنج التي نحث
على تبني ثقافتها لتكون لصغارنا وكبارنا مجال تسلية وثقافة بنفس الوقت ؟.
ولماذا
وكيف وجدت هذه اللعبة العملاقة والبشرية الكونية
ضوء الحياه- جميله برونزية
- عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
رد: الشطرنج واهميته
عندما نتساءل جميعا اليوم عن الدوافع الحقيقية وراء التطوير المستمر لتكنلوجيا
اللعبة الحديثة (( الكيم )) فاننا وبلا ريب في ذالك نريد معرفة لماذا وجدت هذه
النوعية من اللعبة للكبار والصغار ، وما مغزى هذه التقنية العالية المستخدمة في فن
اللعب التكنلوجية اليوم ؟.
لاشك ان هذه التقنية والابداع التكنلوجي العالي
المستوى الذي نشاهده اليوم في عالم اللعبة ، كان وما زال الهدف من وراءه والمحرك
الحقيقي له وخاصة في العالم الغربي هو (( جيب المستهلك )) النقدي اولا وقبل كل شيئ
!.
فليس من المعقول القول اليوم ان هدف وغاية هذه التكنلوجيا العالية التقنية في
عالم اللعب هو تثقيف الانسان على حب الخير للانسانية ، باعتبار ان ثقافة العنف
والقسوة والخوف من الاخر التي تزرعه هذه اللعب في مخيال الاطفال والكبار وخيالهم
الفكري بعيد كل البعد عن ثقافة التسامح الانسانية وحب الاخر البشري ؟!.
كما انه
من المضحك القول ان هذا الاهتمام الكبير من قبل الشركات الرأسمالية العملاقة
للانفاق على اللعبة الانسانية هدفه الاول والاخير هو تثقيف الانسان انسانيا وتنمية
قدراته العقلية والنفسية والروحية على الصالح البشري وتعليمه على كيفية الالتقاء مع
الاخر الانساني ثقافيا وانسانيا ، وذالك باعتبار ان اغلب هذه اللعب لايمت بصلة
لواقع الانسان الانساني وهو غريب عن مشاعر البشر وتطلعات الانسانية ، بل ان هذه
اللعب وفي الغالب منها العاب تسلية سخيفة وليس لها غاية ولا هدف الا تحريك الغرائز
الانسانية وهياجها والاستمرار باستنزاف طاقاتها بلا اي فائدة عقلية او نفسية او
فكرية او تذكر ؟.
بل الحقيقة المرّة هي القول ان كل هذا اللهاث المستعر في عجلة
التطوير التكنلوجية الكونية - مع الاسف - غايتها وهدفها العظيم هي كيفية الاستيلاء
على القدر الاكبر من (( المنفعة )) سواء كان هذا الاستيلاء على الطبيعة ومواردها
الطبيعية العالمية ، او كان هذا الاستيلاء على جيوب البشرية ونقدها المخزون من خلال
عرض السلع المثيرة للتعجب الانساني المبهور بكل ماهو متقدم ومتطور تكنلوجيا
؟.
وهكذا الحال بالنسبة الى اللعبة الانسانية اليوم ، والتي كانت في يوم من
الايام لعبة لها هدف وفلسفة سامية ، الا انها وكباقي الاشياء الانسانية والعالمية
خضعت وبكل قهر لسوق (( العرض والطلب )) لتتحول كباقي الاشياء لمجرد سلعة للبيع
والشراء ؟. (( مؤلم !))
ولكن ومع هذه الرؤية السوداوية لتكنلوجيا العصر المتقدمة
، لاشك ان هناك ماتبقى ومستمر بالقوة والمعارضة لعملية حرف المسيرة التكنلوجية مما
ينبغي لها ان تسير فيه الى مايراد منها من قبل اصحاب الافواه التي لاتملأها سوى
الاتربة الارضية ، فليس كل التكنلوجيا المتطورة لها هذا الهدف ولاهي صاحبة الخطيئة
الكبرى على البشرية ، وانما هو الانسان صانع الحياة هو المختلف في اهدافه ونواياه
الطيبة او الرديئة ، فهو الصانع للقنابل والموت والعنف والكراهية ، كما انه هو صاحب
الأمن والالتقاء والحب ، هو صاحب الثقافة التي مرة تكون مفيدة ونافعة ومرة تكون
غوغائية وعابثة ، هو صانع اللعبة التي تكون غالبا تافهة وقليلا مفيدة ونافعة
وعبقرية وهكذا ؟.
يذكر ان ملكا من ملوك الهند يسمى (( بلهيث )) قد أمر بصناعة
لعبة تحاكي لعبة ((النرد = الطاولة )) والتي كانت اساسا وضعت من قبل الملك الهندي
(( باهبود )) الذي كان يعتقد بفلسفة ان الحياة تقودها كفتان من الميزان (القدر
والعقل )) لذا جاءت لعبة النرد الهندية مازجة بين الحظ من جهة عندما يلقي اللاعب
حجري الزهر ، وبين نقل الاحجار من مكان لاخر والذي يتحكم بها العقل والحساب من جانب
اخر ، ولكن وفي زمن الملك ((بلهيث )) برزت الفلسفة العقلية التي تؤمن بأن العقل
وحده محرك الحياة والقدر ماهو تابع لحزم العقل وتحركه ، فأمر هذا الملك الحازم بأن
تصنع له لعبة ليس فيها للحظ او القدر الا المكان الثاني بعد العقل ، فجاء ((
الشطرنج )) معبرا عن الفسفة العقلية الصرفة التي ينبغي ان تسود الحياة والانسان
!.
انها قصة الدوافع الحقيقية التي من خلالها ولدت لعبة الشطرنج ، وهي كما ترى
دوافع فلسفية انسانية راقية ومتألقة بكل معاني كلمة التألق والارتقاء ، فليس هناك
رائحة العفن الرأسمالي النفعي فيها ، ولاهي ناظرة الى غريزة العنف في داخل الانسان
وكيفية استثمارها للتجارة ، كما انه ليس هناك بعد مشبوه تقف وراء هذه اللعبة الا
فلسفة او رؤية تقول : ان الحياة ينبغي ان تسير وفق الارادة العقلية للانسان
؟.
نعم ربما لقائل ان يحتج بأن معظم الكوارث الانسانية والجرائم البشرية لم تأتي
لنا الا من خلال العقل وتخطيطه الشيطاني هذا ، وهذا صحيح ان كان العقل بلا بوصلة
ضمير اخلاقية فبأمكانه ان يتحول الى شيطان خطير ، ولكن حتى مع ذالك فأن التنمية
العقلية وادارتها للحياة لاغنى للكون الانساني عنها ، وكما انها تكون في كثير من
الاحيان كارثة فهي كذالك نعمة مابعدها نعمة ، وحتى في الموروث الديني الاسلامي هناك
مقولة تقول : (( ان العقل الانساني لايعطيه الله الا لمن يحبه ، وان عدم العقل يهبه
الله الى ابغض خلقه اليه ))
اذا : انتصارا لفلسفة العقل وكيفية تنميته واعلاءا
لشأنه .....، جاءت لعبة (( الشطرنج )) متوجة لهذه الفكرة الانسانية ، لتنتصر على
فكرة (( القدر او الحظ قبل العقل والحزم )) لتقلب المعادلة من خلال لعبة مسلية
للانسان لتؤكد ( ان
العقل والحزم قبل القدر والحظ )) هنا ، وان بأمكان الانسان ان يصيغ قدره من خلال
حزمه وعقله وليس العكس صحيحا !.
عجيب ....ان اول درس نستفيده نحن الكبار من لعبة
الشطرنج هي فلسفة ان الانسان هل هو صانع قدره بنفسه ام ان قدره هو الذي يصنعه في
هذه الحياة ؟.
نعم هكذا ان اردنا ان نفهم لعبة الشطرنج بقوانينها الكلية ، انها
اللعبة الوحيدة في هذا الكون التي تحمل فلسفة وقانون غريب وعجيب ، وهذا ما سنتناوله
في المرة اللاحقة لنتساءل : ماهي القوانين الفكرية والسياسية للعبة الشطرنج
؟.
واذا ما حاولنا ترغيب اطفالنا ونشر ثقافة لعبة الشطرنج في نوادينا وجلساتنا
الترفيهية فهل سنحصل على مجتمع مفكر وهادي ومثقف كما الطفل فاهم وغير عدواني ولا
مشاكس وهادئ ؟.
انها اللعبة عندما تكون قاعدة للبناء الاجتماعي !.
اللعبة الحديثة (( الكيم )) فاننا وبلا ريب في ذالك نريد معرفة لماذا وجدت هذه
النوعية من اللعبة للكبار والصغار ، وما مغزى هذه التقنية العالية المستخدمة في فن
اللعب التكنلوجية اليوم ؟.
لاشك ان هذه التقنية والابداع التكنلوجي العالي
المستوى الذي نشاهده اليوم في عالم اللعبة ، كان وما زال الهدف من وراءه والمحرك
الحقيقي له وخاصة في العالم الغربي هو (( جيب المستهلك )) النقدي اولا وقبل كل شيئ
!.
فليس من المعقول القول اليوم ان هدف وغاية هذه التكنلوجيا العالية التقنية في
عالم اللعب هو تثقيف الانسان على حب الخير للانسانية ، باعتبار ان ثقافة العنف
والقسوة والخوف من الاخر التي تزرعه هذه اللعب في مخيال الاطفال والكبار وخيالهم
الفكري بعيد كل البعد عن ثقافة التسامح الانسانية وحب الاخر البشري ؟!.
كما انه
من المضحك القول ان هذا الاهتمام الكبير من قبل الشركات الرأسمالية العملاقة
للانفاق على اللعبة الانسانية هدفه الاول والاخير هو تثقيف الانسان انسانيا وتنمية
قدراته العقلية والنفسية والروحية على الصالح البشري وتعليمه على كيفية الالتقاء مع
الاخر الانساني ثقافيا وانسانيا ، وذالك باعتبار ان اغلب هذه اللعب لايمت بصلة
لواقع الانسان الانساني وهو غريب عن مشاعر البشر وتطلعات الانسانية ، بل ان هذه
اللعب وفي الغالب منها العاب تسلية سخيفة وليس لها غاية ولا هدف الا تحريك الغرائز
الانسانية وهياجها والاستمرار باستنزاف طاقاتها بلا اي فائدة عقلية او نفسية او
فكرية او تذكر ؟.
بل الحقيقة المرّة هي القول ان كل هذا اللهاث المستعر في عجلة
التطوير التكنلوجية الكونية - مع الاسف - غايتها وهدفها العظيم هي كيفية الاستيلاء
على القدر الاكبر من (( المنفعة )) سواء كان هذا الاستيلاء على الطبيعة ومواردها
الطبيعية العالمية ، او كان هذا الاستيلاء على جيوب البشرية ونقدها المخزون من خلال
عرض السلع المثيرة للتعجب الانساني المبهور بكل ماهو متقدم ومتطور تكنلوجيا
؟.
وهكذا الحال بالنسبة الى اللعبة الانسانية اليوم ، والتي كانت في يوم من
الايام لعبة لها هدف وفلسفة سامية ، الا انها وكباقي الاشياء الانسانية والعالمية
خضعت وبكل قهر لسوق (( العرض والطلب )) لتتحول كباقي الاشياء لمجرد سلعة للبيع
والشراء ؟. (( مؤلم !))
ولكن ومع هذه الرؤية السوداوية لتكنلوجيا العصر المتقدمة
، لاشك ان هناك ماتبقى ومستمر بالقوة والمعارضة لعملية حرف المسيرة التكنلوجية مما
ينبغي لها ان تسير فيه الى مايراد منها من قبل اصحاب الافواه التي لاتملأها سوى
الاتربة الارضية ، فليس كل التكنلوجيا المتطورة لها هذا الهدف ولاهي صاحبة الخطيئة
الكبرى على البشرية ، وانما هو الانسان صانع الحياة هو المختلف في اهدافه ونواياه
الطيبة او الرديئة ، فهو الصانع للقنابل والموت والعنف والكراهية ، كما انه هو صاحب
الأمن والالتقاء والحب ، هو صاحب الثقافة التي مرة تكون مفيدة ونافعة ومرة تكون
غوغائية وعابثة ، هو صانع اللعبة التي تكون غالبا تافهة وقليلا مفيدة ونافعة
وعبقرية وهكذا ؟.
يذكر ان ملكا من ملوك الهند يسمى (( بلهيث )) قد أمر بصناعة
لعبة تحاكي لعبة ((النرد = الطاولة )) والتي كانت اساسا وضعت من قبل الملك الهندي
(( باهبود )) الذي كان يعتقد بفلسفة ان الحياة تقودها كفتان من الميزان (القدر
والعقل )) لذا جاءت لعبة النرد الهندية مازجة بين الحظ من جهة عندما يلقي اللاعب
حجري الزهر ، وبين نقل الاحجار من مكان لاخر والذي يتحكم بها العقل والحساب من جانب
اخر ، ولكن وفي زمن الملك ((بلهيث )) برزت الفلسفة العقلية التي تؤمن بأن العقل
وحده محرك الحياة والقدر ماهو تابع لحزم العقل وتحركه ، فأمر هذا الملك الحازم بأن
تصنع له لعبة ليس فيها للحظ او القدر الا المكان الثاني بعد العقل ، فجاء ((
الشطرنج )) معبرا عن الفسفة العقلية الصرفة التي ينبغي ان تسود الحياة والانسان
!.
انها قصة الدوافع الحقيقية التي من خلالها ولدت لعبة الشطرنج ، وهي كما ترى
دوافع فلسفية انسانية راقية ومتألقة بكل معاني كلمة التألق والارتقاء ، فليس هناك
رائحة العفن الرأسمالي النفعي فيها ، ولاهي ناظرة الى غريزة العنف في داخل الانسان
وكيفية استثمارها للتجارة ، كما انه ليس هناك بعد مشبوه تقف وراء هذه اللعبة الا
فلسفة او رؤية تقول : ان الحياة ينبغي ان تسير وفق الارادة العقلية للانسان
؟.
نعم ربما لقائل ان يحتج بأن معظم الكوارث الانسانية والجرائم البشرية لم تأتي
لنا الا من خلال العقل وتخطيطه الشيطاني هذا ، وهذا صحيح ان كان العقل بلا بوصلة
ضمير اخلاقية فبأمكانه ان يتحول الى شيطان خطير ، ولكن حتى مع ذالك فأن التنمية
العقلية وادارتها للحياة لاغنى للكون الانساني عنها ، وكما انها تكون في كثير من
الاحيان كارثة فهي كذالك نعمة مابعدها نعمة ، وحتى في الموروث الديني الاسلامي هناك
مقولة تقول : (( ان العقل الانساني لايعطيه الله الا لمن يحبه ، وان عدم العقل يهبه
الله الى ابغض خلقه اليه ))
اذا : انتصارا لفلسفة العقل وكيفية تنميته واعلاءا
لشأنه .....، جاءت لعبة (( الشطرنج )) متوجة لهذه الفكرة الانسانية ، لتنتصر على
فكرة (( القدر او الحظ قبل العقل والحزم )) لتقلب المعادلة من خلال لعبة مسلية
للانسان لتؤكد ( ان
العقل والحزم قبل القدر والحظ )) هنا ، وان بأمكان الانسان ان يصيغ قدره من خلال
حزمه وعقله وليس العكس صحيحا !.
عجيب ....ان اول درس نستفيده نحن الكبار من لعبة
الشطرنج هي فلسفة ان الانسان هل هو صانع قدره بنفسه ام ان قدره هو الذي يصنعه في
هذه الحياة ؟.
نعم هكذا ان اردنا ان نفهم لعبة الشطرنج بقوانينها الكلية ، انها
اللعبة الوحيدة في هذا الكون التي تحمل فلسفة وقانون غريب وعجيب ، وهذا ما سنتناوله
في المرة اللاحقة لنتساءل : ماهي القوانين الفكرية والسياسية للعبة الشطرنج
؟.
واذا ما حاولنا ترغيب اطفالنا ونشر ثقافة لعبة الشطرنج في نوادينا وجلساتنا
الترفيهية فهل سنحصل على مجتمع مفكر وهادي ومثقف كما الطفل فاهم وغير عدواني ولا
مشاكس وهادئ ؟.
انها اللعبة عندما تكون قاعدة للبناء الاجتماعي !.
ضوء الحياه- جميله برونزية
- عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 22/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى