فضل النوافل
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فضل النوافل
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب عبدي إليَّ بأحب مما افترضته عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه } متفق عليه.
هذا حديث قدسي يسمى حديثاً إلهياً، والحديث القدسي تعريفه عند أهل المصطلح:
هو ما كان لفظه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله جل وعلا،
فالذي تلفظ وتكلم به هو رسول الهدى صلى الله عليه وسلم،
وأما المعنى فهو من الواحد الأحد، وهو يختلف عن القرآن،
فالقرآن لفظه ومعناه من الله تبارك وتعالى،
النوافل مهمة للولاية
ما هي النوافل التي وقتها عليه الصلاة والسلام،
وهل تصلى كلها في البيت أم لا؟
وهل هناك سنن تقضى إذا فاتت أم لا؟
وما درجة أحاديث السنن التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم؟
وما هي السنن التي خالف فيها العلماء: كـابن تيمية وابن القيم ، وأنكروا أن تكون سنة؟
هذه المسائل تقارب اثنتي عشرة مسألة، ويدخل فيها الوتر وصلاة الضحى،
وقبل ذلك يقول الله عز وجل: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2]
فما هو الحسن في العمل يا ترى؟
قال أهل العلم: الحسن في الذوات: الجودة، والحسن في المعاني: الجمال.
الفرائض قبل النوافل
فيقول عليه الصلاة والسلام:
قال الله تبارك وتعالى:
{من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه }
من الخطأ وقلة الفقه أن يُهتم بالنوافل أكثر من الفرائض،
ولذلك تجد بعض الناس يهتم بقيام الليل ويخشع فيه أكثر من اهتمامه وخشوعه
في صلاة الفجر، ويهتم بصلاة الضحى أكثر من صلاة الظهر، ويهتم بنوافل الصيام
أكثر من صيام رمضان، وهذا من قلة الفقه،
ونحن لا نقول بألا يكثر المسلمون من النوافل،
لا.. بل الكثرة مع الجودة بلاغ وتمام كمال وجمال، بل المطلوب الجودة والحسن،
ولذلك يقص ابن الجوزي في كتاب (تلبيس إبليس ) أن كثيراً من غلاة الصوفية
كانوا يصلون في النهار أربعمائة ركعة، فإذا أتت صلاة الظهر صلوا وهم في نعاس ونوم،
لأنهم فتروا بعد صلاتهم أربعمائة ركعة من الضحى،
وهو عمل شاق في هذه الصلاة حتى صلاة الظهر،
فإذا دخلت عليه الفريضة إذا به قد تعب وكلَّ وملَّ، وهذه الفريضة
هي التي خاطب الله بها الناس، ونادى إليها، ومدحهم بالخشوع والخضوع فيها،
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لـأبي هريرة :
{أدِّ الفرائض تكن أعبد الناس
وفي لفظ: اتق المحارم تكن أعبد الناس }
وكلا اللفظين صحيح موجه، ومعناهما مقبول عند أهل السنة والجماعة .
قوله: {ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به }.
أفضل النوافل
أما النوافل: فهي ما سوى الفرائض،
فللصلاة وللصيام وللزكاة وللحج نوافل،
والذي أريد أن أتحدث عنه في هذا اللقاء نوافل الصلاة، لنكون على بينة.
ولنعرف ما هي النوافل التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم؟
ثم ما هي الأحاديث والنوافل التي لم يصح فيها حديث أو حديثها ضعيف،
أو أبطل أهل العلم العمل بتلك الأحاديث؟
أولاً: يدور حول هذه المسألة اثنان وثلاثون حديثاً،
هي بين صحيح وحسن، أما الأحاديث الضعيفة فهي تربو عن السبعين،
ونذكر بعض هذه الأحاديث:
{يقول ربيعة بن مالك الأسلمي : وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وهذه القصة في مسند أحمد وأصل الحديث في صحيح مسلم ، لأن البخاري ومسلم ،
يأخذون أصل الحديث والرواية، والإمام أحمد يفصل فيورد القصة، وقد يفعله البخاري -
قال: فلما انتهينا إليه صلى الله عليه وسلم، قال: ألكم حاجة؟ قال:
فأما إخواني فقد سألوا رسول الله حوائجهم فقضاها -كانت حوائجهم في الدنيا،
طلبوا لباساً وطعاماً، وطلبوا أموراً أخرى- قال: وأنت؟
قلت: أريد أن تناجيني يا رسول الله -يعني تسرني بالكلام-
قال: خلوت به عليه الصلاة والسلام، فقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم يا رسول الله!
قال: وما هي؟ قلت: أريد مرافقتك في الجنة -هذه أعظم حاجة في تاريخ الإنسان،
ولم يسمع الإنسان بمثل هذه الحاجة، ومن لم تكن هذه حاجته فليست له حاجة،
وليس لله فيه حاجة- قال: مرافقتك في الجنة يا رسول الله! قال: أوغير ذلك؟
-يريد أن يرى عليه الصلاة والسلام هل هو عازم ومصمم على هذا الطريق-
قال: لا والله يا رسول الله!
قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود } وهذه رواية مسلم ،
وعنده من حديث ثوبان :
{فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة }
فكان هذا الصحابي العظيم لا يركب ناقته إلا متوضئاً فإذا نزل من ظهر ناقته صلى ركعتين،
فلما سئل عن ذلك قال:
{إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي:
أعني على نفسك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة }.
وكثير من أهل العلم من المحدثين والفقهاء يقولون:
إن أفضل النوافل هي الصلاة،
وهذا سؤال يطرح: ما هي أفضل النوافل عند أهل السنة والجماعة ؟
هل هي نافلة الجهاد، أم الصيام أم نوافل الصدقة أم نوافل الذكر أم غيرها؟
اختلف أهل العلم في ذلك:
ذهبت طائفة إلى أن أفضل النوافل هي الجهاد، واستدلوا بحديث ابن عباس :
{إلا رجلاً خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع منهما بشيء }
في العشر من ذي الحجة، فقالوا: الجهاد أفضل نافلة.
وقال قوم: الصيام أفضل عمل، واستدلوا بحديث أبي أمامة عند أحمد بسند جيد، قال:
{عليك بالصيام فإنه لا عدلَ له } أي لا مثيل له.
وقال قوم: أفضل عمل: صلاة النافلة، واستدلوا على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:
{اعملوا ولن تحصوا، واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة،
ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن } والحديث صحيح،
قالوا: فالصلاة هنا أفضل النوافل.
وقال قوم: بل أفضلها الذكر.
فما هو تحقيق المسألة إذاً؟
يرى ابن القيم ويستشف أن الله عز وجل يفتح على بعض الناس
ما لا يفتحه على البعض الآخر، وقد يفتح على أحد الناس في الصلاة ما لا يفتحه على
من يصوم، ويفتح على الذاكر ما لا يفتح على المجاهد،
قال: وأبواب الجنة ثمانية، ويدعى كل أهل عمل من باب ذلك العمل الذي عملوا به،
فمن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد،
ومن كان من أهل الصلاة فمن باب الصلاة،
ومن كان من أهل الصوم فمن باب الصوم،
فهو يرى أن الله يفتح على بعض الناس، ولذلك تجد بعض الناس قد فتح الله عليه بالمال،
فهو يتصدق ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، لا يفتر من الصدقة، فهذا من باب الصدقة،
وبعضهم في الجهاد وحديثه في الجهاد وأشواقه في الجهاد،
وبعضهم في الذكر جالساً وقائماً، فهو على ذكر دائماً.
ولكن ابن تيمية العالم العبقري العملاق، يرى غير ما يرى ابن القيم :
ففي المجلد العاشر من الفتاوى يُسأل عن هذا وكأن رأيه إن شاء الله هو الأقوم وهو المحقق.
يقول:
شبه إجماع بين أهل العلم أن أفضل نافلة هي ذكر الله عز وجل،
بل هي أفضل من نوافل الصيام ومن نوافل الجهاد، ومن نوافل الصدقة،
واستدل على ذلك بأدلة منها:
قال تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر [العنكبوت:45]
وقال: هذه قد أخطأ فيها طائفة من المفسرين، لأن للصلاة فائدتين،
قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
[العنكبوت:45]
والفائدتان هما:
- أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- وتعينك على ذكر الله.
قال: وإعانة الصلاة على ذكر الله أعظم من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر،
وهذا رأي سديد، يقول: ولم أ جد من المفسرين أحداً يقول هذا الكلام،
فـابن تيمية يقول هذا بعد أن قرأ أربعمائة تفسير، فلم يجد هذا الكلام في أحدها
لأنه كان قبل أن يقرأ المصحف يستغفر الله أكثر من ألف مرة،
ثم يسأل الله الفتح فيفتح الله عليه ما لا يخطر بالخيال ولا يدور بالبال، فيأتي بهذا الفهم،
إذاً فهو يقول: نوافل الذكر أو المداومة على الذكر شبه إجماع
بين أهل العلم أنها أفضل عمل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،
وما تقرب عبدي إليَّ بأحب مما افترضته عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،
وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها،
ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه } متفق عليه.
هذا حديث قدسي يسمى حديثاً إلهياً، والحديث القدسي تعريفه عند أهل المصطلح:
هو ما كان لفظه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعناه من الله جل وعلا،
فالذي تلفظ وتكلم به هو رسول الهدى صلى الله عليه وسلم،
وأما المعنى فهو من الواحد الأحد، وهو يختلف عن القرآن،
فالقرآن لفظه ومعناه من الله تبارك وتعالى،
النوافل مهمة للولاية
ما هي النوافل التي وقتها عليه الصلاة والسلام،
وهل تصلى كلها في البيت أم لا؟
وهل هناك سنن تقضى إذا فاتت أم لا؟
وما درجة أحاديث السنن التي وردت عنه صلى الله عليه وسلم؟
وما هي السنن التي خالف فيها العلماء: كـابن تيمية وابن القيم ، وأنكروا أن تكون سنة؟
هذه المسائل تقارب اثنتي عشرة مسألة، ويدخل فيها الوتر وصلاة الضحى،
وقبل ذلك يقول الله عز وجل: لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً [الملك:2]
فما هو الحسن في العمل يا ترى؟
قال أهل العلم: الحسن في الذوات: الجودة، والحسن في المعاني: الجمال.
الفرائض قبل النوافل
فيقول عليه الصلاة والسلام:
قال الله تبارك وتعالى:
{من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بأحب إلي مما افترضته عليه }
من الخطأ وقلة الفقه أن يُهتم بالنوافل أكثر من الفرائض،
ولذلك تجد بعض الناس يهتم بقيام الليل ويخشع فيه أكثر من اهتمامه وخشوعه
في صلاة الفجر، ويهتم بصلاة الضحى أكثر من صلاة الظهر، ويهتم بنوافل الصيام
أكثر من صيام رمضان، وهذا من قلة الفقه،
ونحن لا نقول بألا يكثر المسلمون من النوافل،
لا.. بل الكثرة مع الجودة بلاغ وتمام كمال وجمال، بل المطلوب الجودة والحسن،
ولذلك يقص ابن الجوزي في كتاب (تلبيس إبليس ) أن كثيراً من غلاة الصوفية
كانوا يصلون في النهار أربعمائة ركعة، فإذا أتت صلاة الظهر صلوا وهم في نعاس ونوم،
لأنهم فتروا بعد صلاتهم أربعمائة ركعة من الضحى،
وهو عمل شاق في هذه الصلاة حتى صلاة الظهر،
فإذا دخلت عليه الفريضة إذا به قد تعب وكلَّ وملَّ، وهذه الفريضة
هي التي خاطب الله بها الناس، ونادى إليها، ومدحهم بالخشوع والخضوع فيها،
وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لـأبي هريرة :
{أدِّ الفرائض تكن أعبد الناس
وفي لفظ: اتق المحارم تكن أعبد الناس }
وكلا اللفظين صحيح موجه، ومعناهما مقبول عند أهل السنة والجماعة .
قوله: {ولا يزال عبدي يتقرب إلىَّ بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به }.
أفضل النوافل
أما النوافل: فهي ما سوى الفرائض،
فللصلاة وللصيام وللزكاة وللحج نوافل،
والذي أريد أن أتحدث عنه في هذا اللقاء نوافل الصلاة، لنكون على بينة.
ولنعرف ما هي النوافل التي كان يصليها النبي صلى الله عليه وسلم؟
ثم ما هي الأحاديث والنوافل التي لم يصح فيها حديث أو حديثها ضعيف،
أو أبطل أهل العلم العمل بتلك الأحاديث؟
أولاً: يدور حول هذه المسألة اثنان وثلاثون حديثاً،
هي بين صحيح وحسن، أما الأحاديث الضعيفة فهي تربو عن السبعين،
ونذكر بعض هذه الأحاديث:
{يقول ربيعة بن مالك الأسلمي : وفدت على رسول الله صلى الله عليه وسلم -
وهذه القصة في مسند أحمد وأصل الحديث في صحيح مسلم ، لأن البخاري ومسلم ،
يأخذون أصل الحديث والرواية، والإمام أحمد يفصل فيورد القصة، وقد يفعله البخاري -
قال: فلما انتهينا إليه صلى الله عليه وسلم، قال: ألكم حاجة؟ قال:
فأما إخواني فقد سألوا رسول الله حوائجهم فقضاها -كانت حوائجهم في الدنيا،
طلبوا لباساً وطعاماً، وطلبوا أموراً أخرى- قال: وأنت؟
قلت: أريد أن تناجيني يا رسول الله -يعني تسرني بالكلام-
قال: خلوت به عليه الصلاة والسلام، فقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم يا رسول الله!
قال: وما هي؟ قلت: أريد مرافقتك في الجنة -هذه أعظم حاجة في تاريخ الإنسان،
ولم يسمع الإنسان بمثل هذه الحاجة، ومن لم تكن هذه حاجته فليست له حاجة،
وليس لله فيه حاجة- قال: مرافقتك في الجنة يا رسول الله! قال: أوغير ذلك؟
-يريد أن يرى عليه الصلاة والسلام هل هو عازم ومصمم على هذا الطريق-
قال: لا والله يا رسول الله!
قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود } وهذه رواية مسلم ،
وعنده من حديث ثوبان :
{فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة }
فكان هذا الصحابي العظيم لا يركب ناقته إلا متوضئاً فإذا نزل من ظهر ناقته صلى ركعتين،
فلما سئل عن ذلك قال:
{إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي:
أعني على نفسك بكثرة السجود، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة }.
وكثير من أهل العلم من المحدثين والفقهاء يقولون:
إن أفضل النوافل هي الصلاة،
وهذا سؤال يطرح: ما هي أفضل النوافل عند أهل السنة والجماعة ؟
هل هي نافلة الجهاد، أم الصيام أم نوافل الصدقة أم نوافل الذكر أم غيرها؟
اختلف أهل العلم في ذلك:
ذهبت طائفة إلى أن أفضل النوافل هي الجهاد، واستدلوا بحديث ابن عباس :
{إلا رجلاً خرج بماله ونفسه ثم لم يرجع منهما بشيء }
في العشر من ذي الحجة، فقالوا: الجهاد أفضل نافلة.
وقال قوم: الصيام أفضل عمل، واستدلوا بحديث أبي أمامة عند أحمد بسند جيد، قال:
{عليك بالصيام فإنه لا عدلَ له } أي لا مثيل له.
وقال قوم: أفضل عمل: صلاة النافلة، واستدلوا على ذلك بقوله عليه الصلاة والسلام:
{اعملوا ولن تحصوا، واعلموا أن أفضل أعمالكم الصلاة،
ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن } والحديث صحيح،
قالوا: فالصلاة هنا أفضل النوافل.
وقال قوم: بل أفضلها الذكر.
فما هو تحقيق المسألة إذاً؟
يرى ابن القيم ويستشف أن الله عز وجل يفتح على بعض الناس
ما لا يفتحه على البعض الآخر، وقد يفتح على أحد الناس في الصلاة ما لا يفتحه على
من يصوم، ويفتح على الذاكر ما لا يفتح على المجاهد،
قال: وأبواب الجنة ثمانية، ويدعى كل أهل عمل من باب ذلك العمل الذي عملوا به،
فمن كان من أهل الجهاد دعى من باب الجهاد،
ومن كان من أهل الصلاة فمن باب الصلاة،
ومن كان من أهل الصوم فمن باب الصوم،
فهو يرى أن الله يفتح على بعض الناس، ولذلك تجد بعض الناس قد فتح الله عليه بالمال،
فهو يتصدق ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، لا يفتر من الصدقة، فهذا من باب الصدقة،
وبعضهم في الجهاد وحديثه في الجهاد وأشواقه في الجهاد،
وبعضهم في الذكر جالساً وقائماً، فهو على ذكر دائماً.
ولكن ابن تيمية العالم العبقري العملاق، يرى غير ما يرى ابن القيم :
ففي المجلد العاشر من الفتاوى يُسأل عن هذا وكأن رأيه إن شاء الله هو الأقوم وهو المحقق.
يقول:
شبه إجماع بين أهل العلم أن أفضل نافلة هي ذكر الله عز وجل،
بل هي أفضل من نوافل الصيام ومن نوافل الجهاد، ومن نوافل الصدقة،
واستدل على ذلك بأدلة منها:
قال تعالى: وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَر [العنكبوت:45]
وقال: هذه قد أخطأ فيها طائفة من المفسرين، لأن للصلاة فائدتين،
قال تعالى: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
[العنكبوت:45]
والفائدتان هما:
- أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
- وتعينك على ذكر الله.
قال: وإعانة الصلاة على ذكر الله أعظم من نهي الصلاة عن الفحشاء والمنكر،
وهذا رأي سديد، يقول: ولم أ جد من المفسرين أحداً يقول هذا الكلام،
فـابن تيمية يقول هذا بعد أن قرأ أربعمائة تفسير، فلم يجد هذا الكلام في أحدها
لأنه كان قبل أن يقرأ المصحف يستغفر الله أكثر من ألف مرة،
ثم يسأل الله الفتح فيفتح الله عليه ما لا يخطر بالخيال ولا يدور بالبال، فيأتي بهذا الفهم،
إذاً فهو يقول: نوافل الذكر أو المداومة على الذكر شبه إجماع
بين أهل العلم أنها أفضل عمل.
خزامى- جميله جديده
- عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 30/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى