حياه عمر قبل الخلافة وبعدها

حياة عمر قبل الخلافة وبعدها- رضى الله عنه:-

- نشأ عمر فى عز ورخاء ونعيم وذلك أنه كان ابن عبد العزيز بن مروان والى مصر وحاكمها فكان أعظم أموى ترفها وتملكاً, نشأ فى الملك وغذى به, فكان غى أول نشأته يحب النعيم والترف مثل غيره من أبناء الأمراء والسلاطين.
-وقد روى البخارى عن حجاج الصواف قال:
- أمرنى عمر بن عبد العزيز , وهو والى على المدينة المنورة,وحاكم عليها أن أشترى لع قميصاً, فاشتريته بأربعمائة درهم, فلما عرضته عليه, ولمسه لم يرض به, ولم يقنع, بل قال: ما أخشنه! ولما ولى الخلافة امرنى أن أشترى له قميصاً وألا أغلو فى ثمنه, فاشتريته بأربعة عشر درهماً, فلما رآه ولمسه قال: سبحان الله ماالينه! وهل يلبس المسلمون مثل هذا؟
- وكان لعمر بن عبد العزيز- رضى الله عنه- غلام مملوك يقال له: (درهم) وكان ملازماً له منذ ان كان والياً على المدينة وكان مختصاً بخدمته, فقال له عمر يوماً بعد ان صار خليفة للمسلمين: ماذا ترى من حالنا الآن يا درهم؟ فقال الغلام: أرى الناس بخير ما عداك وما عدانى, قال عمر: وكيف ذلك؟ قال الغلام: إنى عهدتك قبل الخلافة عطراً رجوت ان استريح فزاد عملى, وصرت أنت فى عناء, فبكى عمر وبعد أيام أحضر الغلام بين يديه, ثم قال له: اذهب فأنت حر لوجه الله وانصرف إلى حيث تريد, ودعنى فيما أنا فيه حتى يجعل الله على منه مخرجاً.
وكان عمر- رضى الله عنه- لا يكذب أبداً ومما يدل على ذلك أنه خرج يوماً مع المسلمين ييد الصائفة, فالتقى غلمانه وغلمان سليمان على الماء فاقتتلوا, فضرب غلمان عمر غلمان سليمان فشكوا ذلك إلى سليمان فأرسل إلى عمر, فقال له: ضرب غلمانك غلمانى, فقال عمر: ما علمت: فقال له سليمان: كذبت. فقال عمر ما كذبت منذ شددت على إزارى, وعلمت أن الكذب يضر أهله, وإن فى الأرض عن مجلسك هذا لسعة , وتجهز عمر يريد مصر, فبلغ ذلك سليمان فشق عيه, فدخلت فيما بينهما عمة لهما, فقال لها سليمان : قولى له يدخل علي ولا يعاتبنى, فدخل عليه عمر, فاعتذر إليه سليمان وقال له: ياأبا حفص ما اغتممت بأمر, ولا أكربنى أمر, وإلا خطرت فيه على بالى, فأقام.
وكانت صلاة عمر بن عبد العزيز- رضى الله عنه- توافق صة النبى- صلى الله عليه وسلم- فلما قدم أنس بن مالك خادم النبى- صلى الله عليه وسلم- من العراق إلى المدينة كانت تعجبه صلاة عمر بن عبد العزيز, وكان عمر اميرها فصلى أنس خلفه, فقال: ما صليت خلف إمام بعد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أشبه صلاة بصلاة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من إمامكم هذا.