أول أعمال عمر بعد الخلافة

من أعمال عمر بعد الخلافة- رضى الله عنه:-

- كان خطباء المنابر يوم الجمعة يختمون خطبهم بلعن الإمام علي ابن أبى طالب- كرم الله وجهه- حتى يربوا الناس على كراهته وكراهة ذريته, فأبطل عمر تلك البدعة القبيحة وأمر الناس أن يتركوها, وسن بدلاً منها من خير السنن, فأمرهم أن يختموا خطبهم بقول الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وغيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون)
- وكان عمر - رضى اله عنه- متماسكاً باكتاب والسنة فقد قال: سن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وولاة الأمر من بعده سنناً, الآخذ بها الاعتصام بكتاب الله, وقوة على دين الله, ليس لأحد تبديها ولا تغييرها, ولا النظر فى أمر خالفها, من اهتدى بها فهو مهتد, ومن استنصر بها منصور, ومن تركها واتبع غير سبيل المؤمنين , ولاه الله ما تولى , وأصلاه جهنم وساءت مصيراً.
- وقد أجمع أهل العلم على أن عمر كان ذا علم غزير, وعقل راجح, وورع وزهد وعدل, ولم تشغله عبادة ربه عن أمور رعيته, ولم تشغله سياسة المك عن قيامه بحق خالقه, فكان يجعل أوقات النهار فيما يعود على الأمة بالخيرات, فإذا ما فرغ من ذلك أقبل على عبادة آناء الليل, وكان يحب العدل ويكره الظلم.
قال ابن الحكم: لما ولى عمر بن عبد العزيز زهد فى الدنيا , ورفض ما كان فيه, وترك أن يخدم , وترك ألوان الطعام, فكان إذا صنع له طعام هيئ على شئ وغطى حتى إذا دخل اجتذبه فأهلكه.
-وقال مالك بن زياد: يقولون مالك زاهد, فأى زهد عندى؟ إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز, أتته الدنيا بما فيها فتركها.
- وقال رجاء بن حيوة: أمرنى عمر بن عبد العزيز أن أشترى له ثوباً بستى دراهم, فاشتريته له, فجسه فقال: هو على ما أحب لولا أن فيه ليناً, قال رجاء: فبكيت , قال: ما يبكيك؟ قال رجاء: أتيتك وأنت أمير بثوب بستمائة درهم خليفة فقلت: هو على ما أحب لولا أن فيه خشونة, وأتيتك وانت خليفة بثوب بستة دراهم فجسسته فقلت: هو على ماأحب لولا أن فيه ليناً.
فقال عمر: يا رجاء أن لى نفساً تواقة, تقت إلى فاطمة ابنة عبد العزيز فتزوجها, وتقت إلى الإمارة فوليتها, وتاقت إلى الخلافة فادركتها, وقد تقت إلى الجنة, فأرجو أن أدركها- إن شاء الله تعالى-.